سيدة «جبل الطير» بعد عودتها إلى منزلها فى المنيا: أنا مسيحية
قالت إيمان مرقص صاروفيم، سيدة قرية دير جبل الطير، التى أثار تغيبها عن منزلها أحداث عنف، كادت تشعل فتنة طائفية بالمنيا، بعد عودتها، إنها «مسيحية» وتعتز بدينها وزوجها وأسرتها، وإنها تعرضت للخطف تحت تهديد السلاح، وتم احتجازها بمكان مجهول فى السويس، بعد أن خطفها شخص يدعى «سامى أحمد» أثناء توجهها إلى زيارة منزل والدتها المريضة بالدير.
وكذَّبت «إيمان» رواية وزارة الداخلية بأنها أشهرت إسلامها، مؤكدة أنها كانت محتجزة بشقة فى مدينة السويس، وكان برفقتها سيدتان منتقبتان حاولتا مراراً وتكراراً إقناعها بالدخول فى الإسلام، وتلقينها بعض الآيات من القرآن الكريم، لكنها رفضت الاستجابة لهما.
وروت سيدة الدير تفاصيل رحلة عودتها إلى أسرتها قائلة: نجحت خلال فترة احتجازى فى الحصول على هاتف محمول، وأرسلت إلى زوجى رسالة نصية بأننى «مخطوفة»، وبعد ذلك تمكنت من إجراء اتصال به ظهر أمس الأول «الجمعة»، وأبلغته أننى محتجزة بمنطقة فى السويس لا أعرفها، فنصحنى بالهرب واستقلال سيارة تاكسى، وإعطاء السائق أى مصوغات معى لأننى ليس معى نقود، وهذا ما فعلته حتى تقابلت مع زوجى بحلوان، واصطحبنى إلى منزلنا بالمنيا.
ولم تختلف رواية عفت عريان مكسيموس «45 سنة»، مدرس لغة إنجليزية، عن رواية زوجته «إيمان»، وقال إنه لم يشك لحظة فى إسلام زوجته، وإنها تم خطفها تحت تهديد السلاح، ولم تؤثر فيه الشائعات التى أطلقها البعض بمن فيهم قيادات أمنية من تغيير دينها، قائلاً: زوجتى توجهت يوم 3 سبتمبر الجارى إلى منزل والدتها المريضة لزيارتها، وفى الطريق خطفها شخص يدعى سامى أحمد عبدالرحمن، من قرية بنى خالد المجاورة، وقد كان بيننا شراكة على محل لبيع إطارات السيارات بقريته، لم تستمر أكثر من شهر واحد، وانفصلنا لظروف عملى.
وأضاف الزوج: «فى تمام الساعة الواحدة من يوم الجمعة تلقيت اتصالاً هاتفياً من زوجتى إيمان تضمن أنها مختطفة ومحتجزة بالسويس، وتتعرض لمحاولات لإكراهها على اعتناق الإسلام لكنها رفضت بشدة، وعقب ذلك توجهت وبرفقتى العشرات من أهالى قرية الدير إلى هناك لإحضارها دون إبلاغ أجهزة الأمن، وتقابلنا بالقرب من مدينة حلوان بالقاهرة، وعندما عادت احتضنت أبناءنا وظلت تبكى بحرقة على فراقهم طوال هذه الفترة، التى تعرضت فيها لضغوط كثيرة».
وتابع: «بعد اختفاء زوجتى، ذهبت فى ثالث يوم الواقعة إلى اللواء صلاح زيادة محافظ المنيا، ووعدنى بأنها ستعود بسرعة، وقابلت مدير الأمن اللواء أسامة متولى ووعدنى بإعادتها، وتفهم جيداً أنها إذا لم تعد ستحدث مشاكل بين قرية بنى خالد مسقط رأس المتهم وبين أهالى قريتى جبل الطير، لكن عندما ذهبت إلى مركز الشرطة وجدت بعض القيادات الأمنية فقالوا لى زوجتك هربت لكى تدخل فى الديانة الإسلامية مثلما يتردد بقوة بين الأهالى، لكننى كذبت كل تلك الإشاعات لأننا متفقون جداً وأولادنا كبروا، وزوجتى متدينة جداً». وأوضح أن شباب القرية شعروا بالإهانة بسبب الشائعات التى أطلقها أهالى قرية بنى خالد المجاورة ما دفعهم إلى التظاهر أمام نقطة الشرطة.
من جانبه، طالب مختار يونان فهمى، صاحب توكيل مشروبات مياه غازية، أجهزة الأمن بالاعتذار عما بدر من بعض الجنود والضباط على خلفية المصادمات التى وقعت بالدير أثناء التظاهر للمطالبة بإعادة إيمان صاروفيم، وقال: الأمن تعامل معنا بمنتهى القسوة والعنف، وأتقدم بالشكر للواء هشام نصر مدير المباحث الجنائية، الذى تصدى لبعض التجاوزات وكان متعاوناً ومتفهماً للموقف، لكننى أطالب باقى القيادات الأمنية بالاعتذار.
وأضاف «مختار» أن شباب القرية تظاهروا أمام نقطة الشرطة، بعد أن فاض بهم الكيل، لكن قوات الأمن تعاملت معهم بعنف وأطلقت النار فى الهواء، ووجهت لهم الشتائم التى استفزتهم وجعلتهم يشعلون النيران فى إطارات السيارات بالطريق العام بمداخل القرية، ثم فوجئنا فى منتصف الليل بحضور قوات مكافحة الشغب، التى اقتحمت أكثر من 30 منزلاً وحطمتها من الداخل بالكامل بشكل محزن، وقبضت على عدد كبير من الشباب بشكل عشوائى.