من «نصبة شاي» في الأسواق.. «عم صابر» ربى 5 أبناء بينهم صيدلي ومفتش صحة
"صابر" يباشر عمله في سوق الماشية
رجل عصامي توفى والده في مقتبل عمره، وتركه يواجه مصاعب الحياة في سن 18 سنة، ولم يرث عن والده سوى مهنة الـ«القهوجي» في «نصبة شاي» في أسواق الماشية، وهكذا ظل «صابر» يكدح ويشقى إلى أن تزوج وأنجب 5 أبناء، معتمدًا على «نصبة الشاي»، التي يتنقل بها في أسواق محافظة المنيا، قاصدا باب الكريم، حتى علم أولاده، فتخرج أحدهم من كلية الصيدلة، فيما يعمل الثاني مفتشًا بوزارة الصحة.
الاهتمام بتربية وتعليم الأبناء
وقال صابر عبدالعظيم عبدالعليم 58 عامًا، في بث مباشر مع «الوطن» إنه يقيم بقرية الخياري التابعة لمركز أبوقرقاص، ويعمل «قهوجي في نصبة شاي»، ولديه 5 أبناء بينهم «رضا» ويعمل طبيب صيدلي و«أشرف» الذي يعمل مفتشًا في وزارة الصحة، وخلال فترة دراستهم ينفق عليهم بسخاء ولايبخل عليهم بشئ لأنهم سنده في الكبر.
البركة تحل في المال الحلال
وأضاف، أن أبنائه يطلبون منه مرارا ترك هذه المهنة الشاقة لكي يرتاح، بعد أن أدى رسالته معهم على أكمل وجه، لكنه يرفض بشدة لأنه يشعر بالملل والضيق في حال التوقف عن الذهاب لأسواق الماشية لمباشرة عمله يومي الأحد والأربعاء، إذ اعتاد أن يستيقظ قبل صلاة الفجر ليجهز «عدة الشاي»، ويصنع مشروبات القهوة والينسون والحلبة، بينما يساعده أحد أولاده، وفي حال تغيبه عن عمله بسوق الماشية يتلقى عشرات الاتصالات وزيارات منزلية من زبائنه الذين يبادلونه كل حب واحترام.
رسالة من «عم صابر»
ووجه عم صابر رسالة لكل الآباء الذين يعولون أسرهم، نصحهم فيها بالتوكل على الله، والسعي وراء أرزاقهم والإخلاص في العمل والاهتمام بتربية وتعليم أولادهم تربية حسنة، وتحري الرزق الحلال الذي يأتي بعد تعب ومجهود شاق، لأن البركة تحل في المال الحلال، والرزق الأعظم يكون في صلاح الأبناء.