بائعة الصحف
![بائعة الصحف](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/39309_660_4108.jpg)
فى طريق الإياب
ككل مساء
_ وقد عدت قبل قليل
كمثل قتيل
ومن بعد تسويد كل الأقاويل
تجميل وجه القبيح وتقبيح وجه الجميل ـ
تكون الصغيرة قد ركبت فى ظلام شوارع منتصف الليل
دراجة الوالد الراقد الآن فوق فراش الرحيل:
ـ «صحافة».. «أخبار»
هل تشترى سيدى؟
ـ لا أنا من صنعت الذى كل يوم تبيعينه.
فتصوب عينين ذابلتين
إلى ضوء نافذة فى موات البنايات:
ـ هل سيدى يطلب اليوم؟
ـ لا
تكمل العدْوَ:
ـ «أخبار».. «أخبار»
تهبط من شرفة البيت سلة سيدة مثل كأس عليل
وتصعد حاملة جرعة اليوم
يشربها القوم حتى الثمالة
ناموا كما يسقط النبلاء من السُكْر
أو يقع الفقراء من الفقر
«أخبار».. «أخبار»
تعدو ابنتى من أمامى بدراجة / لعبة
وهى تمرح نشوى
تداعبنى وهى تعبث
تختبئ الآن منى وراء الجدار
وخلف الستار
وأسفل مائدة الأكل
بين الكراسى الوثيرة
تثقب ثقبين فى «حظك اليوم» من نسخة الغدِّ
أخبار.. أخبار
تنظر لى منهما
وتلح
تلوح على الأفق من شرفتى لافتات الدعاية
أعلى البنايات وهى تضىء كإنجيل
يرفعه بإزاء اليهودِ المسيحُ
يقول:
الصغيرة تغتصب الآن أسفل شرفاتكم
بين صفحة «أطفالنا» و«الوفيات»
تلك دماء البكارة قد ملأت صفحة الدين
فلترقدى يا نبيلة فى راحة المستحيل.
ياخبر الأمس واليوم
والصبح والليل
يازهرة فى الجليل