عالم أزهري: "داعش" يفتري على رسول الله.. ويجب تطبيق "حد الحرابة" عليهم
استنكر الدكتور محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر، قيام جماعة "داعش" الإرهابية بإعدام 21 مصريا من الأقباط الذين تم احتجازهم بليبيا، مؤكدا أن تلك الجماعة ترتكب أفعالا وحشية لا تتوافق مع الإسلام وليست منه في شيء.
وأضاف وهدان، خلال تصريحاته لـ"الوطن"، أن ادعاءات تلك الجماعة بأن النبي صلى الله عليه وسلم، أرسل بالسيف، هو كذب وافتراء على رسول الله، مشددا على أن النبي أرسل رحمة للعالمين، ولم يرد أبدا أنه قتل أحدا من الخلق، ولم يرد أنه ضرب رجلا ولا امرأة ولا حتى خائنا.
وحول استشهاد تنظيم "داعش"، خلال فيديو إعدام الأقباط، بحديث للنبي المتعلق بفتح "قسطنطينية" ثم "روما"، أكد الأستاذ بجامعة الأزهر أن هذا الاقتباس مجتزأ ومأخوذ بنفس طريقة "ولا تقربوا الصلاة"، لأن الإسلام كان عندما يذهب لفتح أي بلدة لم يأمر بقتل الناس أو تدميرهم، لكنه دعا لشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وخيّر الناس مصداقا لقوله تعالى: "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، مؤكدا أن ذلك الحديث الصحيح للنبي كان يخص عصره، وفتح المسلمين لقسطنطينية وكل البلاد، وهذا حدث بالفعل ووصل الإسلام لإيطاليا وما بعدها".
وردا على ما ذهب إليه ذلك التنظيم من ضرورة تسمية الأقباط بـ"الصليبيين" وما أسموه مخاطبة الدين بالدين، أكد وهدان أن ذلك الخطاب مرجعيته التشدد والبعيدين عن دين الله تعالى ولا يمت للإسلام بصلة، مضيفا أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، نصح المؤمنين بالإحسان إلى أهل الكتاب، وصدر أمر قرآني نصه: "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم"، كما أنه عليه الصلاة والسلام، وقف لجنازة يهودي حينما مرت أمامه، وحينما سأل عن ذلك رد: "أوليست نفسا"، فضلا عن أن هناك حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "من أعان على قتل آدمي ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله"، وقال صلى الله عليه وسلم: "ما يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دما حراما".
واختتم الدكتور محمد وهدان حديثه مشددا على أن تنظيم "داعش" يجب أن يطبق عليهم شرعا حد "الحرابة"، مصداقا لقول الله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتّلوا أو يصلّبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض"، مؤكدا أن هؤلاء لا يفهمون الإسلام ويفسرونه حسب أهوائهم وأمزجتهم ويأخذون منه فقط ما يشاؤون.