نموذج للتنوع التاريخي والثقافي.. «نوبر» أقدم بازار سياحي بالمدينة
الأسوانى
محل صغير لا تتجاوز مساحته الـ10 أمتار فى وسط أسوان، لكن وجوده فى قلب الأحجار الشاهدة على تاريخ المدينة وتناغمه مع التنوع التاريخى والثقافى للمدينة، يجعله جزءاً لا يتجزّأ من طبيعتها الساخرة.
بازار «نوبر» أشهر وجهات التسوق فى أسوان، تأسس عام 1964، وما زال يحتفظ بمظهره الأثرى ومعماره القديم. يحتضن البازار الكثير من المحلات التراثية التى تعرض المنتجات اليدوية والقديمة.
وتتنوع هذه المنتجات بين الفضيات ذات اللمسة الفرعونية، والأوانى النحاسية والفضية التى تُجسّد تاريخ مصر القديم وتصنع بأيدى أمهر الحرفيين، وتُعد هذه القطع النحاسية التى تُطلى بطبقة من الذهب، قطعاً فريدة تُستخدم لتزيين المنازل أو للاستخدام اليومى حسب الرغبة ويُقبل عليها زوار المدينة.
تعود كلمة «نوبر» التى تُطلق على البازار إلى اللغة النوبية، وتعنى «الذهب الخالص»، وكان السياح يتّجهون إلى هذا البازار قبل تأسيس الأسواق السياحية الأخرى فى المدينة، وبجواره يقع «بازار حنفى»، الذى يعتبر أيضاً أحد أقدم البازارات فى أسوان.
«الأسوانى»: منتجاتنا تجسّد تاريخ مصر.. وتعكس ثراء الجنوب كإحدى أبرز الوجهات السياحية فى العالم
فى بداية حديثه، يقول أبوصلاح الأسوانى، البالغ من العمر 65 عاماً، ومالك «بازار نوبر»، إنه يحمل الكثير من القصص التراثية بمنتجاته اليدوية، ويعتبر المحل إحدى الوجهات المفضّلة للزوار منذ الستينات من القرن الماضى، حيث يأتون من مختلف الجنسيات لشراء المنتجات المصرية والأفريقية، وبفضل معرفتهم الواسعة بالخامات والحرف المحلية، يعتبرون «نوبر» وجهة مفضّلة للحصول على قطع فنية فريدة وتحف تُجسّد التراث الثقافى المصرى القديم.
يحظى البازار بتنوع ثقافى وتاريخى فريد، فهو يصطف بين الأبنية الأثرية والتحف الجبلية، مشكّلاً مشهداً فريداً يعكس روح الماضى وتراث المدينة، وهو ما يؤكده الرجل الستينى، قائلاً إن زبائنه يأتون للبحث عن المنتجات ذات الخامات الجيدة، منذ أيام والده، وهو سر نجاح المكان حتى الآن، وفقاً لصلاح الأسوانى.
ويضيف «الأسوانى»، خلال حديثه مع «الوطن»، أن «بازار نوبر» ليس مجرد سوق تجارية، بل هو قطعة فنية تجمع بين الجمال المعمارى، والتنوع الثقافى، ومكان يجمع بين الزوار من مختلف الثقافات والجنسيات، ويعكس التنوع الذى يميز أسوان كواحدة من أبرز الوجهات السياحية فى العالم.