بعد مصرع مشرد في حديقة.. حقوقيون يحملون الدولة مسؤولية وفاته
"الحق في الحياة" هو الأمل الذي يسعى من أجله الجميع، حتى أولئك الذين يفتقدون أبسط حقوقهم في الحياة، مشردون في الشوارع بلا مسكن أو ملبس أو مأكل كغيرهم، ولكنهم مازالوا يتشبثون بثوب الحياة، التي رفضت أن تمد يدهم لها متمثلة في هيئة الإسعاف، التي تسببت في مصرع أحد المشردين في شارع عزيز المصري بمنطقة جسر السويس، بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة في إحدى الحدائق، ووفقًا لأحد شهود العيان أتصل أهالي المنطقة بالإسعاف 3 مرات، وجاءت سيارات الإسعاف ورفضت نقله بحجه أنه مجهول الهوية.
قالت الدكتورة عزة كريم مستشارة المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إنه يوجد الكثير من المواطنين اللاجئين في الشوارع والمحافظات الرئيسية، منعتهم الظروف من التمتع بحقوقهم كالحق في العمل وتكوين أسرة، فنجد ملابسهم مهلهلة ولا يأكلون الطعام إلا نادرًا حتى تصبح هيأتهم لا تحتمل أن يحنو عليهم إنسان ولو بمجرد مبلغ ضئيل.
وأكدت أن هؤلاء المشردين تتحمل الدولة مسؤوليتهم، ويجب أن ترعاهم وتهتم بهم وتنقذهم من الشارع، حتى يستطيعون أن يعيشوا كبشر ويحصلوا على احتياجتهم الأساسية، مشيرة إلى أنه لا يجب أن تتجاهلهم لأنهم بلا هوية وبلا مأوى، وسيارات الإسعاف لابد أن تقدم المساعدة لكل مواطن مصري بصرف النظر عن كونه يحمل بطاقة شخصية أو لا ثم بعد ذلك تبحث عن هويته.
وتابعت أنه "يجب على جميع المؤسسات المصرية، أن تنقذ هؤلاء وتحميهم، وأن تكون هذه من أوائل خطط الدولة ومجلس الوزراء"، وشددت على ضرورة معاقبة عربة الإسعاف التي رفضت إنقاذ هذا المواطن الذي لا ذنب له في كونه مشرد بلا هوية وتركه حتى الموت.
كما استنكر المستشار نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إهمال مرفق الإسعاف وتقاعسه عن تقديم المساعدة للمريض، قائلًا: إن "أسوأ مرفق في الدولة لا يهتم بالمواطنين هو مرفق الإسعاف"، مؤكدًا أنهم كثيرًا ما يطلبون مقابل مادي لتقديم المساعدة للمريض وإنقاذه، ففي جميع دول العالم يتم إنقاذ المريض في أسرع وقت ممكن بالمجان.
وأضاف أنه يجب إصدار تشريع يعدل من هيئة الإسعاف ومن بها وجعلها بالمجان، والحرص على سرعة انتشارها في أي مكان وتحت أي ظرف، مشيرًا إلى ضرورة عمل دورات تدريبية للمسعفين تعلمهم كيفية إنقاذ المريض، وإلحاق العقوبة بكل من يتكاسل أو يتباطأ لإنقاذ المريض.