"غزوات داعش" تضرب العالم
نفّذت الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش، سلسلة هجمات متزامنة، أمس، فى الكويت وتونس وفرنسا والصومال، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، فيما دعا خبراء أمنيون إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة فى مصر، تحسباً لارتكاب «التنظيم» هجمات مماثلة فى الأراضى المصرية، خاصة أن عدداً من قادة «داعش» أطلقوا تهديدات علنية بتحويل مصر إلى «بحر دم». فى مدينة سوسة التونسية، نفذ إرهابيان هجومين مسلحين على فندقين، أسفرا عن مقتل 27 على الأقل وإصابة أكثر من 20. وأكد المتحدث الرسمى باسم وزارة الداخلية التونسية محمد على العروى، تصفية أحد المهاجمين، فيما قال مراسل راديو «موزاييك» التونسى إنّ هناك أنباءً بشأن إلقاء القبض على المتهم الثانى. وفى الكويت، استهدف هجوم انتحارى، ظهر أمس، مسجداً للشيعة فى العاصمة، أثناء أداء صلاة الجمعة، مما أسفر عن سقوط 25 قتيلاً و202 مصاب. وأعلنت السلطات تشديد الإجراءات الأمنية وإغلاق منطقة التفجير بالكامل. وأعلن تنظيم داعش الإرهابى، فى بيان، بعد ساعات قليلة من وقوع التفجير، مسئوليته عن العملية. وقال «فى عملية نوعية انطلق أحد فرسان أهل السنة الغيارى، وهو الأخ أبوسليمان الموحد ملتحفاً حزام العز الناسف، مستهدفاً وكراً خبيثاً ومعبداً للرافضة المشركين فى حى الصابرى بمنطقة الكويت». وكان أبومحمد العدنانى، المتحدث باسم «التنظيم»، دعا عناصر «داعش» فى العالم، مساء الثلاثاء الماضى، إلى تنفيذ عمليات إرهابية فى شهر رمضان، على غرار الغزوات النبوية. وفى فرنسا، اقتحم إرهابى يحمل راية جهادية، مصنعاً للغاز قرب مدينة «ليون»، وذبح شخصاً قبل أن يتم اعتقاله بعد مطاردات مع قوات الشرطة. وقالت مصادر أمنية فرنسية، إن «المشتبه به دخل مصنع الغاز وهو يرفع علماً جهادياً، وفجر عدداً من أنابيب الغاز، وقتل شخصاً ذبحاً، وكتب على رأسه عبارات باللغة العربية، وأمر رئيس الوزراء الفرنسى مانويل فالس، بـ«التعبئة الفورية لقوى حفظ النظام». وفى الصومال، قتُل 30 شخصاً على الأقل، بعد أن هاجم مسلحون قاعدة عسكرية تابعة للاتحاد الأفريقى فى جنوب الصومال، فيما أشارت مصادر أمنية إلى أن مهاجماً انتحارياً قاد سيارة ملغومة، واقتحم البوابات الرئيسية للقاعدة فى «ليجو»، مما أسفر عن مقتل العشرات، وأعلنت حركة الشباب المجاهدين الصومالية المتطرفة، تبنيها الهجوم. وأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى بياناً يدين الحوادث الإرهابية الآثمة التى وقعت فى الكويت وتونس وفرنسا، وتقدمت رئاسة الجمهورية باسم شعب وحكومة مصر بخالص التعازى والمواساة للقيادات السياسية وحكومات وشعوب الدول الثلاث فى ضحايا هذه الحوادث الإرهابية الغاشمة. وأجرى الرئيس اتصالين هاتفيين بالشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير الكويت، والرئيس التونسى الباجى قائد السبسى، وقدم لهما التعازى فى ضحايا الإرهاب. وقال اللواء محمد حمدون مساعد وزير الداخلية الأسبق، لـ«الوطن» إنه يجب على أجهزة الأمن، اتخاذ الإجراءات اللازمة وأهمها تشديد قبضتها فى سيناء والمناطق السياحية وتوسيع دائرة الاشتباه. واتهم «حمدون» أجهزة استخباراتية خارجية بالضلوع فى هجمات الكويت وتونس من خلال مرتزقة. وطالب اللواء محمد الرفاعى مساعد أول وزير الداخلية السابق، الأجهزة الأمنية، بالتنسيق مع وسائل الإعلام لتوعية المواطنين، بالإبلاغ عن المشتبه بهم، وتأمين المساجد الكبرى والمناطق السياحية.