«الدعوة» تستغل الصراع السورى فى دغدغة مشاعر الأعضاء
«الدعوة» تستغل الصراع السورى فى دغدغة مشاعر الأعضاء
صورة أرشيفية
وجدت قيادات النور والدعوة السلفية فى الأزمة السورية، وتأييد إيران للتدخل الروسى، مدخلين مهمين لدغدغة مشاعر قواعدهم فى المحافظات، فلم يكن الأمر يحتاج لأكثر من تصوير المشهد على أنه صراع «سنى شيعى»، واللعب على هاجس التمدد الشيعى فى المنطقة، لتصفية حساباتهم وعدائهم القديم مع السعودية والسلفيين.
وبدأت صناعة «الهاجس»، بإعلان الدعوة السلفية رفضها للتحالف الدولى ضد «داعش»، لعدة أسباب أبرزها أن دخول الدول الأجنبية على خط المواجهة مع «داعش»، من شأنه أن يظهرها فى مظهر المدافع عن الإسلام، وأنها تكتسب المزيد من الأنصار، كما أن هذه الدول تأتى وكل واحدة لها أجندتها الخاصة التى لا تتفق فى الغالب مع مصلحة الشعوب الذين يزعمون نصرتها، مضيفة أن أغلب هذه الدول ليس لديها رغبة حقيقية فى القضاء على «داعش» بقدر رغبتها فى بقائها مصدراً للاضطرابات فى المنطقة ونموذجاً ينفر به الناس عن الإسلام.
«السلفية»: الشعب السورى لا يمكن أن يبقى رئيس «العلوية»
وكشف شيوخ الدعوة تدريجياً عن البعد الطائفى فى موقفها، بعد قرار روسيا التدخل فى سوريا، وقال عبدالمنعم الشحات على الموقع الرسمى للدعوة السلفية، إن القصف الروسى يوجد فى ريف حماة وحمص، حيث لا وجود لـ«داعش»، مما يؤكد أن دور هذه الهجمات هو التطهير العرقى لمصلحة الطائفة العلوية كمقدمة لتقسيم سوريا، محذراً من أن جميع الدول العربية والإسلامية يجب أن تتصدى لمخططات إعادة تقسيم المقسم التى ظهر للعيان تواطؤ الدول الكبرى عليها، وأن السكوت على نجاح مخطط التقسيم فى أى بلد جديد سوف يفتح شهية تلك الدول على استمرار مخططاتهم.
وأضاف «الشحات» أنه من المعلوم أن بشار الأسد بعد ما مارس هو وطائفته العلوية حرب إبادة وتطهير عرقى ضد الشعب السورى لا يمكن أن يبقى رئيساً إلا على هذه الطائفة، مما يعنى أن بقاءه فى السلطة يساوى تماماً المضى فى اتجاه تقسيم سوريا، وأن الوسيلة الوحيدة للحفاظ على وحدة الأراضى السورية هى رحيل بشار الأسد ونظامه. كما قالت الدعوة فى بيان إن معظم طلعات الطيران الروسى كانت ضد فصائل أخرى، ليس لها أى نشاط عسكرى إلا مقاومة بشار الأسد ونظامه، مما يصنفها وفق الشريعة الإسلامية بل والأعراف والقوانين الدولية فى حالة دفاع مشروع عن النفس، وهذا يستوجب مساعدتهم لا مساعدة من يقتلهم ويحرقهم ويدمر منازلهم ثم يزعم أنه رئيسهم.
«القاسمى»: الدعوة تداعب مشاعر شبابها بالطائفية ومحاولاتها الظهور كمدافع عن السنة «مؤقتة»
فى المقابل، قال صبرة القاسمى، منسق الجبهة الوسطية، إن الدعوة السلفية تحاول استغلال أى قضية دولية وتحاول توجيهها على أنها حرب على الإسلام، والدخول فى معارك وهمية مع أى طرف من الأطراف لكى تداعب مشاعر الشباب للحفاظ على الدعوة السلفية واستمرار حزب النور.
وأكد «القاسمى»، لـ«الوطن»، أن ظهور الدعوة السلفية على أنها المدافع عن الجانب السنى، بعد محاولات التمدد الشيعى فى المنطقة، مؤقت، وسرعان ما ينتهى عقب الانتخابات البرلمانية فى المشهد، مشيراً إلى أنهم يحاولون الاستفادة من الحرب الدائرة فى سوريا على الصراع بين الشيعة والسنة، مصورين التدخل الروسى، كأنه دمار للمنطقة، وكان من الأفضل أن يكون جيشاً عربياً عربياً.
وأوضح منسق الجبهة الوسطية، أن الدعوة السلفية تحاول أن تحدث أى «زوبعة فى الفنجان» لتصوير القضية للشباب الغاضب من قواعدهم، وكأنهم هم المحافظون على الإسلام، وأنهم لن يسمحوا لأى تمدد شيعى فى المنطقة، مشيراً إلى أننا لم نكن نرى الدعوة السلفية تدافع عن سوريا وما يحدث فيها من قبل.