شلل حركة المترو نتيجة "اشتباكات".. تنتقل عدواه إلى المواطنين بسبب "سياسات الدولة"
تدق الساعة الخامسة والربع مساء.. تنتظر المترو الذي سيقلها إلى منزلها في حلوان، لا تكترث طويلا للازحادم الذي تشهده المحطة لأنها اعتادت عليه.. أحاديث طويلة تدور داخل عربة السيدات.. بائعة جائلون.. انتظار لبعض الوقت في المحطة .. يبدا المترو في التحرك فتشرع في قراءة إحدى الجرائد.
محطة دار السلام.. "على السادة الركاب النزول من أبواب القطار لأن هذه هي المحطة الأخيرة".. تلقت الفتاة العشرينية، التي تعمل موظفة بإحدى الهيئات، الخبر، فلم يسعها سوى انتظار "المترو" التالي، تبدأ التسريبات في أن هناك اشتباكات في محطة حلوان بين الباعة الجائلين وأحد السائقين، قد تؤدي إلى أن تنتهي الرحلة في محطة مترو "المعصرة"، لا تكترث.. هذه شائعات يحبها الشعب.
كل ماتعرفه عن محطة "طرة البلد" أنها قريبة من "سجن طرة"، الذي يوجد به كبار مسؤولي الدولة الفاسدين، تنتظر قدوم القطار الثاني، لكن بعد مرور ما يقرب الربع ساعة ترى الركاب بدوأ يتوجهون خارج أسوار المحطة لعدم الجدوى من الانتظار، تسمع صوت العامل يقول "الكل يمشي ويخرج برة المحطة، مفيش مترو جاي علشان اشتباكات محطة حلوان".. مازالت حائرة لا تعرف ماذا تفعل، البعض يقرر الانتظار والبعض الآخر يتجه نحو الخارج.. وسط استغراقها في حالة من التفكير، تسمع صوت قطار قادم، ولسان حالها يقول "يارب يكون مفيش حاجة وتكون إشاعات".
ارتباك بين الركاب، تزاحم شديد للحاق بالمترو، لم تدرك أن محطة المعصرة بالفعل ستكون نهاية الرحلة، التى لم تنته لديها سوى في محطة "وادي حوف"، أي بعد "المعصرة" بمحطتين.
الصوت مرة أخرى "على السادة الركاب النزول.. إنها المحطة الأخيرة".. تنظر يمينا ويسارا، لا تعرف ماذا تفعل، هذه هي المرة الأولى التى توجد فيها داخل تلك المحطة التى يبدو عليها الإهمال الشديد.
تتجه إلى أقرب وسيلة مواصلات أخرى تعيدها إلى منزلها، تستقر على "توك توك"، وهي تتساءل "هو ده الاستقرار، وهو ده الحال بعد الدستور؟ ربك كريم"، مبررة لنفسها ذلك بعدم الأمان في الشارع المصري، والدليل ما حدث من اشتباكات وتعد على العمال محطة "حلوان"، وتضيف ساخرة "أدي بداية السنة".
"الفوضى والإهمال".. تبدو علامات الغضب على وجه "أمنية"، ذات السابعة عشر ربيعا، وهي تزفر بتلك الكلمات، القلق ظاهر .. لا تعرف هي الأخرى ماذا تفعل، تنظر هنا وهناك، تأمل أن تجد من يساعدها، لا تعرف في أي اتجاه تذهب، "كورنيش ولا اتوستراد، تاكسي أم توك توك"، ترفض مساعدة العديد لها.. تجد من يعرض عليها الذهاب معه ولكنها ترفض.. التليفون لا يتوقف عن الرنين، "مش عارفة أعمل إيه لسة".. تغلق هاتفها بعد ردود قصيرة متوترة.
قررت أن تتجه إلى سائق "التوك توك" حتى تذهب لمنزلها في منطقة حدائق حلوان بعد أن توقف القطار في محطة المعصرة".. تواصل نظرات القلق والغضب مما حدث .. "يعني إيه المترو يعطل، مش ممكن حد يكون تعبان ومروح، أو حد عايز يرجع البيت بسرعة علشان عنده حد تعبان، حد عنده ظرف طارئ مثلا".. أسباب تكفي أمنية لكي تعترض على تعطل حركة المترو.. تتابع "كنت بشتري حاجات وهروح أذاكر مع أصحابي"، مبررة امنية استيائها من حالة التأخر العام، وترى في الوقت ذاته أن أحمد شفيق أو محمد مرسي كليهما لا يصلح لحكم مصر، ولكنها تميل إلى حكم الفريق لأنه "كان مدركاً بالأمور أفضل من الرئيس مرسي فإنها مقتنعة أن مرسي "معندوش الوعي السياسي الكافي للحكم".