«أولاند» على أعتاب البرلمان
![«أولاند» على أعتاب البرلمان](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/9669_660_205298.jpg)
بعد النجاح الكبير الذى حققه اليسار الفرنسى فى الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية، تمكن الحزب الاشتراكى من تغيير الخريطة النيابية للجمعية الوطنية الفرنسية التى ظل اليمين مُسيطراً عليها طوال العشر سنوات الماضية وبات الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند على أعتاب امتلاك أغلبية تدعمه لتنفيذ وعوده الانتخابية.
وبحسب النتائج النهائية التى أعلنتها وزارة الداخلية، حصد اليسار بمختلف مكوناته 46٫77% من الأصوات، مقابل 34٫07% من الأصوات لليمين و13٫6% للجبهة الوطنية (اليمين المتطرف)، بينما سجلت نسبة الامتناع عن التصويت مستوى قياسياً فى تاريخ الدورات الأولى من الانتخابات التشريعية فى ظل الجمهورية الخامسة قُدرت بـ42٫77%.
ووفقا لهذه التقديرات، من المتوقع أن يحصد الحزب الاشتراكى وحلفاؤه ما بين 283 و329 مقعدا، فيما سينال اليمين وحلفاؤه ما بين 210 و263 مقعدا، أما اليمين المتطرف والوسط فسيحصد كل منهما ما بين ا إلى 3 مقاعد.
ومن جانبه، علق المحلل السياسى خالد الغرابلى فى اتصال هاتفى مع «الوطن» على نتائج الجولة الأولى قائلا: «واضح جدا أن الفرنسيين لديهم رغبة حقيقية فى إعطاء أولاند فرصة لتنفيذ برنامجه ووعوده الانتخابية»، مضيفاً من باريس أنه من السابق جدا لأوانه الحديث عن حصول الحزب الاشتراكى على غالبية مطلقة فى البرلمان (289 مقعداً) دون الاعتماد على حزب الخضر وجبهة اليسار لاسيما مع وجود إعادة فى معظم الدوائر.[Quote_1]
وأشار الغرابلى إلى أن «نسبة الامتناع عن التصويت القياسية تحمل دلالات كثيرة أهمها أن الفرنسيين لا يوجد لديهم رغبة ولا حماس للمشاركة خاصة أنهم قد قالوا كلمتهم فى الانتخابات الرئاسية»، واختتم: «المفاجأة الحقيقية فى هذه الانتخابات كانت فى حصول حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (الحاكم سابقا) على عدد كبير من المقاعد الأمر الذى عكس قدرته على توحيد صفوفه رغم الانقسامات الحادة بين قياداته».
وكان الأمين العام لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية جان فرنسوا كوبيه قد شدد على أن النتيجة التى حققها حزبه «تفوق تلك التى حققها الحزب الاشتراكى».
ومن جهته، رحب رئيس الوزراء جان مارك إيرولت، الذى أُعيد انتخابه من الدورة الأولى فى دائرة لوار، داعيا الفرنسيين إلى التعبئة فى الدورة الثانية.
أما المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عن الوسط فرانسوا بايرو، فبات فى موقع دقيق فى دائرة البيرينيه وسيكون مستقبله السياسى على المحك الأحد المقبل فى منافسة محتملة مع الحزب الاشتراكى وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية، فيما لاقى المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عن جبهة اليسار جون لوك ميلونشون هزيمة كبيرة فى مقاطعة با دكاليه فى مواجهة مع زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبن.
وتعتمد فرنسا نظاما مختلطا شبه رئاسى لكنه يصبح برلمانيا إلى حد كبير إن لم يتمتع رئيس الدولة بأغلبية فى البرلمان، إذ يمتلك رئيس الوزراء غالبية الصلاحيات فى تلك الحالة.