هذه الواقعة المخزية أقدمها للسيد الرئيس، ولفضيلة الإمام الأكبر، وللسيد رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، وللسيد مستشار الرئيس للشئون الدينية، ولكل وطنى شريف تألم لمذبحة النساء والأطفال فى كنيسة العباسية وفى غيرها من حوادث الإرهاب، وليثق الجميع أن الإرهاب يمشى على قدم وساق بخطوات نحو الأمام، فى الوقت الذى تمضى فيه خطوات مواجهته الفكرية نحو الوراء، بفضل الغياب التام عن بذل أى جهود فكرية حقيقية فى مواجهة الإرهاب، وحتى يعلم الجميع أنه لا توجد خطوة واحدة على المستوى الفكرى يمكن أن تقنع متطرفاً واحداً بأنه يسير فى الطريق الخطأ، وإليكم الحوار الذى يكشف حجم المأساة:
واحدة انضمت إلى الجماعة المتطرفة عدة سنوات، جندت خلالها العشرات لهذا الفكر المنحرف الفتاك، ثم بعد أن رأت جماعة الإخوان على حقيقتها، واكتشفت خباياها، ورأت كيف صارت البذاءات شعاراً للجماعة، وأضحت كراهية الوطن غاية للتنظيم اهتدت إلى ترك هذا التلاعب بالعقول تحت شعارات عودة الشرعية، وتطبيق الشريعة، ثم اهتدت إلى مرصد الأزهر المخول به تفنيد وتفكيك الأفكار المنحرفة، لعله ينتشلها ويقف بجوارها هى ومثيلاتها للخروج من هذا البحر المتلاطم الأمواج، فأرسلت إلى مرصد الأزهر تقول لهم: أنا اعتنقت الأفكار التكفيرية، وحدث لى شك بهذه الأفكار وأريد تصويبها.. فهل هناك كتب معينة أقرأها، أو موقع معين يفند ما عندى من شبهات؟
رد مرصد الأزهر: تعالى إلينا فى مقر المرصد بالقاهرة، قالت لهم: لكنى لست من القاهرة، ثم قالت لهم: هل ستتركوننى متطرفة؟ فجاءها الرد بعد ساعتين: لن نتركك، من أين أنت؟ قالت: من الإسكندرية، وبعد ٨ ساعات قالوا لها: تعالى القاهرة ونحن نتكفل بثمن التذكرة ذهاباً وإياباً!! (ملحوظة للأمانة: هم يعتقدون أنها رجل وليست امرأة) قالت لهم: ولكن إخوانى فى ولاية سيناء لا يطلبون منى الذهاب إليهم لكى يقنعونى بأفكارهم، بل إنهم وصلوا بفكرهم إلى عقر دارى، إنهم يبحثون عن مجاهدين، ويرسلون إلىَّ وإلى غيرى بالأدلة الشرعية على صحة أفكارهم، ثم قالت لهم: يبدو أنكم لا تملكون الأدلة الكافية للرد، ويبدو أن ولاية سيناء على حق، وبعد يوم كامل جاء المرصد ليرد عليها بأن الله حرم قتل النفس، وأن من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا!! لم تجد فى هذا الرد شيئاً مقنعاً، فداعش نفسها تقول إن قتل النفس حرام، ولذلك أخذت تبحث عن طريق آخر، فأرسلت إلى جريدة «صوت الأزهر» التى تصدرها المشيخة، فقال لها الأستاذ سالم الحافى: عليك بقراءة كتاب ردود هادئة للدكتور رجب البيومى، أو ادخلى على موقع مرصد الأزهر وستجدين ردوداً على أفكارك التكفيرية!! فكان عمرو أسوأ من زيد، والحوار ما زال موجوداً على موقع مرصد الأزهر لمن يريده، وأرسلت ما حدث معها لعدد من المهتمين لعل رسالتها تصل لمن يهمه الأمر، لتقول: إن مرصد الأزهر ليس أهلاً للأمانة.
هذا هو الوضع المؤسف من مرصد الأزهر الذى يقوده الإخوانى محمد السليمانى، الذى يتحكم فيه المستشار القانونى لشيخ الأزهر، فى جريمة كاملة، تم فيها تغييب جماعة كبار العلماء عن المرصد، ليتولاه شباب أصحاب خليط من الهوى الإخوانى والسلفى والأزهرى، يرصدون ما يمليه عليهم عبدالسلام.
وهكذا عجز مرصد الأزهر عن أن يدل متحيراً واحداً على كتاب واحد تتبناه المشيخة يفكك دعاوى التطرف، وهؤلاء هم الذين تعتمد عليهم الدولة لمواجهة المتطرفين، فيدعون المتحير للسفر إليهم من أجل إقناعه!! هؤلاء هم الموكول بهم مقاومة التطرف، هذه هى مشيخة الأزهر، وهذا أداؤها المترهل والمخزى فى التعامل مع أخطر قضية، فهل يعلم رئيس الجمهورية بهذا؟ ومع ذلك فالمشيخة تخرج بعد كل حادث ببيان قديم مكرر تقول فيه: (الإسلام يدين الإرهاب الغاشم، ويدعو الأمة للتوحد، وعدم الانجرار وراء الأفكار الهدامة)، والحقيقة أن (الإسلام يدين ضعف المشيخة المخزى وركودها الواضح، ويدعو الأمة لعدم الاعتماد عليها، وعدم الانجرار وراء تصديقها فى محاربة التطرف).