فى السينما بس تقدر تحلم وإنت فاتح عينيك، السينما هى الممر اللى بيربط عالم الأحلام بالواقع وبيخلي كل حاجة بتشوفها منطقية ومقبولة رغم غرابتها، طول عمرى بعشق تجربة دخول السينما كأنها بوابة سحرية بتاخدنى أعيش جوه واقع مختلف بنسى فيه نفسى ومشاكلى وهمومى، لكن طبعا مش كل الأفلام بينطبق عليها نفس الكلام، فيه أفلام بتحسها إهانة لعالم الأحلام اللى بتخلقه السينما ومع ذلك أنا برفض برضه النقد الهدام المؤذى اللى بيتفه من مجهود وشغل أى شخص تعب فى إنه يخرج منتج، وبما إنى مش ناقدة فنية الحمد لله ولا أقدر أعتبر نفسى من الجمهور الملم بتفاصيل هذه الصناعة وأسرارها فكل كلمة هتقرأها هى مجرد رأى مُشاهد زيه زيك بيستمتع وبينبهر بروعة عالم السينما فقط.
"الصمت فى حرم الجمال جمال"
دي أقل حاجة أقدر أقولها عن جمال فيلم "The Greatest Showman"، الفيلم بيعرض حاليا فى سينماتنا المصرية، الفيلم جميل فيه ألوان وأغاني ومزيكا وملابس بتكون صورة شبه اللوحات الفنية فى "اللوفر"، جو بيخلقه من البهجة والطاقة الإيجابية أقل وصف فيه رائع، لازم تجرى حالا تشوف الفيلم وتستمتع بتجربة سينمائية شبه الحلم الجميل اللى مش عايز تصحى منه مهما كانت حالتك النفسية هتنبسط وهيتحسن مودك.
خلينى أقولك الفيلم بيحكى عن إيه؟ -طبعا بدون حرق للأحداث والقصة- قدم المخرج قصة الفيلم بطريقة العرض المسرحى الغنائي اللى بيشبه بشكل كبيرعروض برودواى، والقصة بتحكى قصة حياة ونجاح "بي. تي. بارنوم" أعظم مقدم عروض ترفيهية فى أمريكا، اللى قدر إنه يجمع مجموعة كبيرة من الأشخاص اللى صنفهم المجتمع فى الفترة دي بإنهم غريبى الأطوار وكمان كان بيسميهم مسوخ لأن شكلهم كان غريب وممكن يكون غير مألوفأ ولكن كلهم رغم اإختلافهم إلا إنهم بيتشابهوا فى كونهم أصحاب مواهب تخلى أى إنسان ينحنى ليها احتراما وتقديرا، الناس دول كانوا منبوذين وعايشين طول حياتهم فى الخفاء مكسوفين من أشكالهم اللى المجتمع كله بما فيه أهلهم رفضوا يقبلوهم زى ما هم كده "بعبلهم"، ورفضوا يشوفوا فيهم الجمال الحقيقى اللى مستخبى وراء بشاعة منظرهم، لكن "بي. تي. بارنوم" قبلهم وحبهم وعملهم مكان حسوا فيه بإنه بيتهم اللى مش مكسوفين فيه يكونوا على طبيعتهم الكل فيه قابل بعضه، ومش كده وبس ده شجعهم إنهم يظهروا للنور وميخافوش من وحشية معاملة الناس معاهم، خلاهم يزهروا ويشعوا بهجة وبقوا نجوم مسرحه الاستعراضى وعملوا عروض السعادة المطلقة وسابوا بصمتهم فوق كل الوشوش الحزينة، وقدروا يسرقوا من العالم الوحشى بتاعهم الضحكة الحقيقة من القلب، وفى ظل كل أحداث الفيلم ونجاح "بي. تي. بارنوم" الإ إنه طمع فى أكثر ونسى الأسباب الحقيقية اللى خليته يعمل مسرحه فتاه فى عالم مش بتاعه وخسر كل حاجة حتى مراته وأسرته الصغيرة لحد ما رجع تانى لأسباب نجاحه فى الأول وافتكر جوهر نجاحه الحقيقى فعاد عودة المنتصر وتربع تانى على عرش النجاح بعد سقطه جابته الأرض.
من حدوته الفيلم اللى سبق وحكيتها هتحس إنه عادى قصة نجاح وفشل وكلام تنمية بشرية ووعظ دنيوى لا بيجيب ولا بيودى، صح بس خلينى أقولك ليه إنت محتاج تدخل الفيلم؟
- الفيلم هيجبرك تتقبل الآخر المختلف.. تشوف جمال الناس مهما كان ظاهرهم مشوه، ولو إنت المختلف فبعد الفيلم هتحس إنك مش خايف تكون نفسك مش مكسوف تكون إنت مهما واجهت من وحشية مجتمع سطحى.
- "مش لازم كل الناس تحبك.. كفاية يحبك اتنين ثلاثة بس يحبوك بجد من القلب".
من أجمل الجمل اللى هتسمعها فى الفيلم.. الفلوس والنجاح كله رايح راجع كله بيتعوض.. لكن حب حقيقى من ناس قابلاك فى كل حالاتك بتحبك رغم اختلافك وكل تشوهاتك والظلمة اللى جواك ده ميعوضهوش فلوس ونجاح الدنيا.. الناس القليلة اللى بتحبك وإنت ولا حاجة هم الناس اللى هتساعدك تنجح تانى لو وقعت و فشلت.. حتى لو منجحتش فإنت هتفضل محبوب ومسنود وعظيم فى عيونهم.. إنك تحب وتتحب بجد من القلب ده فى حد ذاته نجاح، وإيمان اللى بيحبوك بك هينجحك فى الحياة وكل حاجة هتقدر تعملها رغم صعوبتها.. مش لازم كل الناس تقبلك.. كفاية إن واحد بس يقبلك.
- الماضى بكل مآسيه لازم تفضل وراك مش قدامك.. متحاولش تعمل مستقبل ينتقم لماضيك لازم تتحرر منه متفضلش شايله معاك فى كل مكان لأنه بيخليك تقيل وهيمنعك تطير من السعادة وتحلق فى سماء أحلامك.. سامح نفسك وماضيك وكل اللى آذوك عشان تقدر تعيش مستقبل فضلت عمرك مستنيه.
- هتتعلم تتعامل مع النقد المؤذى الهدام بمنتهى السخرية والقبول والرضا وهتعتبره عنصر مهم من عناصر النجاح خطوة مؤلمة لازم تدوس عليها فى سلم أحلامك.. ترفعك متنزلكش.
- ركز فى كل كلمة فى كل لحن لأغانى الفيلم ركز مع المزيكا اللى بترقص روحك قبل ما ترقص دقات قلبك، كلمات الأغانى لوحدها وصلة تشجيع وقنبلة من الطاقة الإيجابية المبهجة اللى بتفجر آى مشاعر سلبية جواك.. سيب نفسك ليها..
وأخيرا ادخل عالم الفيلم اللى هيخليك تحلم وإنت صاحى.. عيش تجربة سحرية مدتها ساعة ونص.. اسمع منى وهتدعيلى.