وزير الخارجية القطري: خطة كوفي عنان زادت حمام الدم وأعطت الرخصة للقتل
اجتمعت اللجنة الوزارية العربية المتعلقة بالوضع في سوريا مساء اليوم -الأحد- في العاصمة القطرية الدوحة لبحث تطورات الأزمة السورية، وذلك في ظل احتدام الاشتباكات بين جيش الأسد النظامي والجيش السوري الحر الذي أعلن سيطرته على مناطق عدة منها الحدود مع تركيا والعراق، فيما دعا وزير خارجية فرنسا إلى تشكيل حكومة مؤقتة في سوريا، بينما دعا الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة إلى عقد اجتماع وزاري طارئ عقب اجتماع اللجنة الوزارية.
ودعت قطر مساء اليوم إلى تغيير مهمة المبعوث الدولي والعربي لسوريا كوفي عنان لتصبح مرتكزة على انتقال السلطة في هذا البلد، في ضوء توسع العنف وفشل مجلس الأمن في الاتفاق على قرار دولي.
وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية التي يرأسها والخاصة بالأزمة السورية: "حدثت مؤخرا في سوريا أمور دقيقة ما كنا نتمنى حدوثها، ولا بد أن يتبصر إخواننا في الحكومة السورية كيف نحل الموضوع بطريقة آمنة تحفظ النسيج الوطني السوري، بما يتطلب انتقالا سلميا للسلطة".
واعتبر الشيخ حمد بن جاسم أنه "لا بد أن يؤدي ذلك بالرئيس السوري بشار الأسد إلى أخذ قرار شجاع لحقن الدماء وحفظ مقدرات سوريا".
كما أضاف أنه "لا بد أن تنتقل مهمة كوفي أنان وتتغير مهمته إلى كيفية نقل السلطة" بعد أن أخفقت خطته في الوصول إلى نتيجة.
وقال الشيخ حمد: "كل القرارات التي قدمتها الجامعة العربية في السابق لم تنجح، كما أن خطة كوفي عنان لم تحقق أهدافها ولم ننجح عربيا ودوليا بما في ذلك في مجلس الأمن، بسبب اعتراضات في المجلس، ما زاد من حمام الدم وأعطى رخصة للقتل".
ودعا حمد "الدول المعترضة"، في إشارة إلى روسيا والصين، إلى أن "تعيد النظر وأن تتعامل مع الموقف من منظور عربي وأخلاقي، لأنه تربطنا معها علاقات حميمة وذلك كله لمصلحة العلاقات الاستراتيجية".
ومن جانبه قال الدكتور باسل الكويسي المعارض السوري البارز وعضو لجنة دعم الثورة السورية فى مصر، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، أن اجتماع المجلس الوزاري الطارئ للجامعة العربية ينبغي أن يتخذ قرارات حاسمة وقابلة للتنفيذ، تتضمن تدخل عربي فوري لوقف نزيف الدم السوري. وأكد الكويسي أن التدخل العربي ينبغي ان يشمل "توفير المساعدات الإنسانية والإغاثة وتحسين ظروف اللاجئين السوريين، ودعم الجيش السوري الحر بالأموال اللازمة والسلاح، بما يضمن الخلاص الفوري من نظام الأسد لتجنب مزيد من الدماء".
وأعتبر المعارض السوري أن علي جامعة الدول العربية أن تدعم تشكيل حكومة انتقالية في الخارج تكون قادرة علي إدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوط النظام، ودعا الكويسي الدول العربية إلي فتح حدودها أمام اللاجئين السوريين وتحسين ظروف معيشتهم. وأستنكر تصرف الحكومة العراقية التي قال أنها "أغلقت أبوابها في وجه السوريين، رغم أن سوريا كانت تستقبل جميع اللاجئين العراقيين وغيرهم، لدرجة أن بعض الحكام الحاليين للعراق كانوا يقيمون في سوريا قبل سقوط الرئيس العراقي صدام".
وفسر الكويسي الموقف العراقي من اللاجئين بطبيعة العلاقة التي تربط بين حكومة المالكي وإيران ونظام الأسد، معتبرا أن "العراق يمثل صوت إيران في اجتماعات الجامعة العربية ومواقفها من الثورة السورية".
ومن جانبه أعتبر سلام الشواف رئيس اللجنة الإعلامية للتنسيقية السورية بالقاهرة، أن الشعب السوري الثائر لم يعد في حاجة إلي مزيدا من الإجتماعات السياسية؛ لأن السوريين أمهلوا من يدعون صداقة سوريا كثيرا للوفاء بإلتزاماتهم، لكن أحدا منهم لم يفعل شيئا.
وأوضح الشواف تصريحاته لـ«الوطن» أن الشعب السوري أستطاع بمجهوداته الذاتية وبعيدا عن أي عون خارجي أن يخوض معركة تحرير دمشق التي حقق فيها تطورا ملموس. وأضاف "إذا كان العرب يريدون تقديم شيء حقيقي، فلابد أن يقدموا الدعم اللوجيستي وأجهزة الإتصال والمعلومات الاستخباراتية للجيش السوري الحر"، وأشار الشواف إلي أن المخابرات المصرية والسعودية تمتلك معلومات استخباراتية بالغة الأهمية عن الوضع في سوريا يمكن أن تساعد الثوار السوريين والجيش الحر علي سرعة حسم المعركة مع النظام.