القصة الكاملة لـ"الغوطة الشرقية" من القصف للهدنة الإنسانية
الغوطة الشرقية
طلب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم، هدنة إنسانية يومية للعنف الذي تشهده منطقة الغوطة الشرقية في سوريا بدءا من غدا الثلاثاء، وفقا لما نقلته على لسانه وكالة "تاس" الروسية الرسمية.
وذكر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، أن هذا التوقف سيستمر من الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية ظهرا، وأن بوتين أمر بهذا لإخراج الجرحى من المدنيين، وفقا لما نقلته الوكالة.
وأضاف شويجو: "سيفتح ممر إنساني لخروج المدنيين تم تحديد الإحداثيات وسيتم الإبلاغ بها في أقرب وقت"، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك".
وقال شويجو: "يُقترح فتح ممرات إنسانية مماثلة، وتنظيم هدن إنسانية في منطقة التنف والركبان أيضا، لكي يتمكن المدنيون دون عائق من العودة إلى ديارهم، والعودة إلى الحياة السلمية،" حسبما نقلت "سبوتنيك" أيضا.
وكان مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع على قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا لمدة 30 يوما.
وهدف القرار الذي أقرته الـ15 دول الأعضاء إلى افساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة.
وجاء القرار بعد أسبوع من القصف الجوي الحكومي المكثف لمنطقة الغوطة الشرقية، قرب العاصمة دمشق، قتل خلاله أكثر من 500 مدني، إلا أن نشطاء قالوا إن القصف متواصل -حينها- رغم القرار الدولي.
وتأجل القرار عدة مرات منذ الخميس لعدم قدرة الدول الأعضاء على الاتفاق على نص القرار الذي تم تعديله عدة مرات.
وطالب نص القرار كل الأطراف بوقف الأعمال الحربية في أسرع وقت لمدة 30 يوما متتالية على الأقل في سوريا من أجل هدنة إنسانية دائمة.
وخلال المفاوضات رفضت الدول الغربية طلبا روسيا بأن تحصل كل قافلة إنسانية على موافقة من دمشق.
وانتقدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، بشدة روسيا وتأخرها في الانضمام إلى الإجماع الدولي.
من جهته، رفض السفير الروسي فاسيلي نيبنزيا، الانتقادات الأمريكية مكتفيا بشكر المفاوضين وخصوصا الكويتي والسويدي.
وتضمن القرار بطلب من روسيا استثناءات من وقف إطلاق النار للمعارك ضد تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة تشمل أيضا "أفرادا آخرين ومجموعات وكيانات ومتعاونين مع القاعدة وداعش وكذلك مجموعات إرهابية أخرى محددة من مجلس الأمن الدولي".
وإثر طلب روسيا ضمانات، قرر مجلس الأمن أن يجتمع مجددا لبحث الموضوع خلال 15 يوما لمعرفة ما إذا كان وقف إطلاق النار يطبق.
وتحاط الغوطة الشرقية من جميع الجهات بمناطق تسيطر عليها القوات الحكومية، ولا يرغب سكانها، الذين يبلغ عددهم نحو 400 ألف نسمة، في الهروب من هذا الحصار المميت أو لا يستطيعون ذلك.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن 29 مدنيا قتلوا في غارات جوية أمس الأول، من بينهم 17 شخصا في بلدة دوما.
وتعتبر الغوطة الشرقية هي آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب دمشق، وتخضع لحصار من الجيش السوري.
وأوضح المرصد السوري أن من بين القتلى في القصف الحكومي على الغوطة 121 طفلا.
وتسعى القوات الحكومية السورية، مدعومة من روسيا، إلى فرض سيطرتها على الغوطة الشرقية.
ويتشارك فصيلان إسلاميان السيطرة على الغوطة الشرقية مع تنظيم سوري كان مواليا لتنظيم القاعدة، وتصر روسيا على أنه لا هدنة مع جهاديين أو حلفائهم.
وضغطت موسكو من أجل التوصل إلى صيغة اتفاق تفضي إلى انسحاب مسلحي المعارضة وعائلاتهم من الغوطة، عبر مفاوضات مثل ما حدث في حلب، وأسفر عن استعادة القوات الحكومية السيطرة على ثاني أكبر مدن البلاد، في ديسمبر من عام 2016.
وكانت السلطات الصحية التابعة للمعارضة السورية في منطقة الغوطة الشرقية أعلنت أن العديد من الأشخاص عانوا أعراضا، تشبه أعراض استنشاق غاز الكلور السام، خلال القصف الجوي المستمر من جانب القوات الحكومية السورية.
وقال فرع وزارة الصحة التابعة للمعارضة، في بيان، إن الضحايا وسائقي سيارات الإسعاف وآخرين استنشقوا غاز الكلور، بعد وقوع "انفجار هائل" في منطقة الشيفونية قرب دمشق، مضيفة أن طفلا واحدا مات اختناقا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، لوكالة "رويترز" أن طفلا مات مختنقا في الغوطة الشرقية، لكنه أضاف أنه ليس بإمكانه التأكيد على أن غازا ساما تم استخدامه.
وأضاف البيان أن 18 شخصا على الأقل عولجوا بجلسات الأكسجين.
ولم يتسن الوصول إلى الجيش السوري للتعليق، لكن الحكومة السورية نفت مرارا استخدامها أسلحة كيماوية.