«الحبيب الجفرى»: مصر حصن الإسلام.. ونسترد الآن «الإفتاء» من خاطفيه
الحبيب الجفرى
قال الحبيب على الجفرى، الداعية الإسلامى اليمنى، ومدير مؤسسة «طابة»، إن مصر حصن أهل السنة والإسلام، مشيراً إلى أنه يتم حالياً استرداد الاختصاص الإفتائى ممن خطفوه.
وأوضح «الحبيب»، خلال حواره مع «الوطن»، على هامش المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، الذى انطلق أمس، أن «بيت الخطاب الشرعى» قصرت تجاه الشباب، وواجب على كل المؤسسات الدينية تحصين الشباب من الأفكار المغلوطة.. إلى نص الحوار:
73 دولة تبحث تجديد الفتوى لمواجهة التطرف والإرهاب من «القاهرة»، فى المؤتمر العالمى للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.. كيف ترى ذلك؟
- هذا المؤتمر من أهم المؤتمرات التى يجب الانتباه إليها، حيث إنه وضع يده على أزمة التجديد فى الفتوى، فمسألة التجديد كثر الحديث عنها، لتحصين العقول والقلوب، لكننا وجدنا من يتحدث عنها من غير أهلها، لكن اليوم نشهد خطوة واثقة قوية، فى مجال الفتوى وهو من أهم المجالات الدعوية، ونحن نحتاج للتجديد فى المباحث العقدية المستحدثة فى مواجهة الأطروحات الفلسفية المضادة للدين، كذلك نحتاج إلى التجديد فى المنظومة الأخلاقية وصياغتها لاستحداث مباحث جديدة فى أخلاقيات العمل والتعامل وأخلاقيات السياسة والاقتصاد، ونحتاج إلى تجديد فى الأطروحات الفلسفية فى مقابل السقوط الحداثى الذى يشهده العالم، والفوضى المترتبة عليه، وعموماً فنحن نحتاج إلى أنماط مختلفة من التجديد، ولهذا قلت إن مؤتمر اليوم هو لبنة فى اختصاص دور الإفتاء فى العالم الإسلامى، ولو أن كل المؤسسات الأخرى ومواطن التخصص الأخرى عملت بجدية كما تعمل دار الإفتاء لتقدمنا نحو المطلوب، كذلك أهمية المؤتمر تكمن فى وجوده بمصر فهى المرجع للأمة الإسلامية من خلال الأزهر الشريف، فمصر حصن أهل السنة وأهل الإسلام.
الداعية اليمنى: هناك تقصير من «بيت الخطاب الشرعى».. وتحصين الشباب من التطرف واجب
البعض ظن أن المقصود بتجديد الخطاب الدينى هو تجديد الخطاب الدعوى دون تجديد الفتوى.. كيف ترى ذلك؟
- الخطاب الدعوى يحتاج إلى تجديد فى مواضعه ووسائله وأطروحاته المختلفة، والخطاب الإفتائى يحتاج إلى خطاب تجديدى لسببين رئيسيين، الأول أن هناك مسائل مستجدة تستجد فى هذا العصر، فكل يوم تأتى لنا رؤى من مختلف الآفاق والتخصصات كالاقتصاد والسياسة والاجتماع، ومسائل تُطرح مغلوطة، واستجرار اختيارات اختارها الفقهاء العظام السابقون بما يتناسب مع عصورهم، ويتم تطبيقها على عصورنا دون مراعاة للمتغيرات، وهذا كله يحتاج للتجديد، وطرح أطروحة واعية قادرة على التصدى للفوضى التى نعيشها، فالاكتفاء بتجديد الخطاب الدعوى دون تجديد للخطاب الفقهى والفتوى يجعل الطائر بجناح واحد ولا يستطيع الطيران.
الاكتفاء بتجديد الخطاب الدعوى دون «الإفتائى» يجعلنا كطائر بجناح واحد غير قادر على الطيران
كيف يستفيد العالم الإسلامى والعربى من مؤتمر بهذا الحجم؟
- استفادتنا تتم على المدى المتوسط والمدى البعيد، فتشمل تأسيساً قوياً من خلال تخريج أجيال تشهد هذه المؤتمرات، فتتلقى عن الأجيال السابقة لها وتتبادل الخبرات مع الجنسيات التى تأتى من مختلف أنحاء العالم فى المباحث التى تطرح، ويرجع هؤلاء لبلادهم وينقلون ما شهدوه، أما بالنسبة للاستفادة السريعة من هذا المؤتمر، فتتمثل فى استعادة الخطاب الشرعى المتعلق بالفتوى من أيدى مختطفيه، حيث كان المجال فى السابق فى أيدى من اختطفوه يرتعون فيه كيفما شاءوا، إلى أن أوصلونا لما نحن فيه الآن، والآن الذى يحصل هو استرداد الاختصاص الإفتائى ممن خطفوه.
الشباب هم الفئة المستهدفة من الاختطاف الفكرى.. ماذا نفعل لكى نُجنبهم ويلات هذا الاختطاف؟
- واجب على كل المؤسسات الدينية تحصين الشباب، وقد حدث تقصير فى هذا الصدد من جانب «بيت الخطاب الشرعى»، وخلال الفترة الحالية تجرى الآن معالجة هذا التقصير، وما حدث للشباب هو نتاج لإشكاليات مترابطة، إحداها التقصير فى بيت الخطاب الشرعى، وثانيها تأسيس الشباب بالمدارس بعيداً عن التأسيس الدينى الواعى، مما أنشأ أجيالاً لديها أُمية دينية جعلتها عرضة للاختطاف من أى جماعة قالت آية أو حديثاً خارجين عن سياقهما.