اليابان تحيي الذكرى67 للحرب العالمية الثانية في ظل تجدد النزاعات الإقليمية
تحيي اليابان اليوم، الذكرى السابعة والستين لاستسلامها في الحرب العالمية الثانية، وسط تجدد النزاعات الإقليمية والتوتر مع دول الجوار.
وتعد الحرب العالمية الثانية من الحروب الشمولية، وأكثرها كُلفة في تاريخ البشرية لاتساع البقعة التي جرت عليها الأحداث، شارك فيها أكثر من 100 مليون جندي، ارتكب فيها الجيش الياباني مذابح لا تحصى بحق الصينيين والكوريين، لتنتهي بعد ذلك حرب راح ضحيتها الملايين باستسلام اليابان، بعد هزيمتها في عدة معارك بحرية.
وقاد الإمبراطور أكيهيتو والإمبراطورة ميتشيكو، ورئيس الوزراء يوشيهيكو نودا، مراسم الإحياء السنوي لذكرى هزيمة الحرب العالمية الثانية، والتي تقام في طوكيو، تأبينا لـ 3.1 مليون جندي ومدني فقدوا أرواحهم في الحرب.
"من منطلق التفكير مليا في التاريخ والرغبة الصادقة في ألا تتكرر مأساة الحرب، فإنني وكافة الشعب الياباني نشيد بأولئك الذين فقدوا حياتهم في المعارك وويلات الحروب"، بهذه العبارات بدأ الإمبراطور الياباني أكيهيتو خطابه في ذكرى تأبين ضحايا الحرب، مضيفا: "أصلي من أجل السلام في العالم أجمع ومن أجل مزيد من الرخاء لبلدنا".
أما رئيس الوزراء يوشيهيكو نودا، فقد أكد على أن العدوانية اليابانية تجاه غيرهم في فترة الحرب، تسببت في إلحاق ضرر كبير وألم لا يمكن وصفه لدول عديدة، وخاصة الدول الأسيوية، مؤكدا على أنه يعرب عن ندمه الشديد ومواساته لضحايا الحرب وأقربائهم.
وقال نودا: "إن اليابان بوصفها عضوا بالمجتمع الدولي، فإنها تجدد تعهدها بالسعي المستمر لتحقيق السلام الدولي". وفي الوقت ذاته، انتقد رئيس الوزراء الياباني نظيره الكوري الجنوبي، لي ميونج باك، الذي أصر على أن يعتذر الإمبراطور عن الحكم الاستعماري الياباني الماضي لشبه الجزيرة الكورية، إن كان يرغب في زيارة كوريا الجنوبية مرة أخرى. وأشار نودا إلى أنه لم يدرك حتى الآن سبب إدلاء نظيره الكوري الجنوبي بمثل هذه التعليقات، مؤكدا أنها جاءت مخيبة للآمال.
وفيما تحيي فيه طوكيو ذكرى الحرب العالمية الثانية، زادت حدة التوتر بين اليابان وكوريا بسبب زيارة لي ميونج باك، لمجموعة من الجزر المتنازع عليها، حيث يطلق عليها باليابانية "تاكيشيما"، وبالكورية الجنوبية "دوكدو"، وهي خاضعة لسيطرة سول رسميا، إلا أن اليابان تزعم أحقيتها في ملكيتها.
وبعد غزو الأراضي الصينية والصينية الفرنسية عام 1940، كانت اليابان على موعد لزيادة العقوبات الاقتصادية من جانب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وهولندا، إلا أن اليابان حاولت تقليل هذه العقوبات من خلال القنوات الدبلوماسية والأطراف المختلفة والمفاوضات، ولكنها لم تسفر عن شيء؛ الأمر الذي أدى لتصاعد وتيرة الحرب بعد شن اليابان هجمات سريعة على الاراضي الأمريكية في هجوم بيرل هاربر في هاواي والمستعمرات البريطانية في جنوب شرق أسيا، وهو ما دعا ألمانيا لإعلان الحرب على الولايات المتحدة بعد ذلك، ما أدى إلى توتر عسكري مع اليابان.
وتوالت الحرب بين الدول المتصارعة تارة يفوز طرف بالمعارك، وتارة يفوز الطرف الآخر، حتى جاء عام 1944، حيث بدأت كواليس الحريب تتضح لتثبت أن دول المحور فقدت زمام الأمور، فبدأت ألمانيا في الانسحاب جراء هجمات الاتحاد السوفيتية، إلى أن انتهت الحرب أخيرا في عام 1945، في معركة الثغرة – وهي آخر هجمة مرتدة من ألمانيا للجهة الغربية - حين سيطرت القوات السوفيتية على برلين في شهر مايو، وهو ما أدى لاستسلام ألمانيا، وفي الوقت نفسه أحكمت القوات البريطانية سيطرتها على جنوب شرق آسيا، وهو ما أدى لاستسلام اليابان، وبعد ذلك قامت الولايات المتحدة بإلقاء قنابل ذرية على مدينتي "هيروشيما" و"ناجازاكي" اليابانيتين.