«نجوى» تبيع مصدر رزقها لتعالج ابنها: فى داهية «التروسيكل»
«نجوى» وابنها على «التروسيكل» قبل عرضه للبيع
لا تملك من الحياة سوى «تروسيكل»، ينقلها وبضاعتها من بيتها فى «بشتيل» إلى منطقة إمبابة، حيث تبيع الخردة، ورغم أهميته فى حياتها، لكنه لن يكون أهم من ابنها، لتقرر عرضه للبيع، للإنفاق على علاج «طارق» الذى يحتاج إلى جراحة عاجلة.
بعد وفاة زوجها عملت فى الخردة لتنفق على أبنائها الـ10
على سطح الـ«تروسيكل» جلست نجوى عبدالرحمن، 53 عاماً، تتأمل حركة السيارات فى الشارع، وذهنها شارد فى الهموم التى تلاحقها فى كل مكان، فلا تعرف هل تنشغل بالرزق المحدود وقلة الزبائن، أم بظروف ابنها الصحية، صاحب الـ20 عاماً، الذى تعرض لحادث أليم وهو صغير.
ورقة مكتوب عليها «للبيع» علقتها «نجوى» أعلى الـ«تروسيكل»، لتبيعه سريعاً، القرار الذى لم يكن سهلاً أبداً عليها، ويراه المقربون منها تضحية كسلسلة التضحيات التى تقدمها الأم، أما هى فلا تلتفت للأمر: «مش مهم حاجتى للتروسيكل، ربك هيدبرها».
توفى زوج «نجوى» عام 2007، تاركاً لها 9 أبناء وابنة، 4 منهم متزوجون، و3 فى المدارس، وتعافر منذ الصباح الباكر حتى المساء، من أجل توفير حياة كريمة لهم: «من يوم ما جوزى مات وأنا باجرى عليهم، أجرى هنا وأشقى هناك عشان أقدر أصرف عليهم، ورغم إن التروسيكل مصدر أكل عيشى، هابيعه عشان ابنى يرتاح.. مرة فكرت أقول له عيش برجلك كده وربنا يسهلها بعدين، لكن ماقدرتش».