ضمن المبادرة التى نصح بها السيد رئيس الجمهورية، وضمن قراره بالاهتمام بصحة المصريين، حيث يتم قياس وزن المواطن ضمن مبادرة «مائة مليون» الخاصة بفيروس سى، وطبقاً لبعض الأرقام، فإن الوزن الذى يتفاوت بين وزن مبالغ فيه ووزن زيادة درجة وحيدة، وتقديره أن زيادة الوزن هى أحد المؤشرات، التى تؤدى إلى ظهور أمراض السكر والضغط وضيق شرايين القلب والمخ والأطراف، وكذلك خشونة مفاصل الركبتين ومفصلى الحوض، نظراً لثقل الجسم وتآكل غضاريف المفاصل وعجز المريض عن الحركة والمشى والرياضة وزيادة مطردة للوزن.
وعدت بأن أتحدث عن الأسلوب الأمثل للتغذية السليمة، ولقد خلقنا الله وبنا مؤشرات نحترمها من أجل أن نحافظ على الأمانة والصحة، التى هى وديعة لدينا لتساعدنا فى السعى للرزق، وتعمير الكون، وكذلك القيام بالواجبات الدينية، التى تحتاج إلى الصحة ومنظر عدد كبير من المساجد التى يُصلى فيها المصلون جلوساً على الكراسى، تظهر عجز الركبتين ومفاصل الحوض بسبب زيادة الوزن، والبعض حتى عاجز عن الوصول إلى الجامع، وزير الأوقاف يطالب الدعاة فى صلاة الجماعة بعدم الإطالة فيها، وذلك لرعاية مرضى المفاصل والبروستاتا.
زيادة الوزن أكثر لدى السيدات المتزوجات، والسبب هو الإفراط فى الأكل وعدم الحركة والتليفزيون الذى تجلس أمامه السيدة معظم الوقت وزيادة استهلاك السكريات والنشويات، أبدأ بسؤال السيدة عن ضرورة نقص الوزن، وتكون الإجابة دائماً «أنا أكلى بسيط، آكل طقة واحدة، اسأل زوجى وأولادى»، الذين يشهدون عليها، «أصلى عندى تمدد؟، حضرتك أكتب لى على دواء يُخسس»، التليفزيون يعلن عن أدوية وأعشاب وصور لمرضى قبل العلاج وبعده وأبدأ بالأسئلة:
«بتشربى شاى وقهوة»، «نعم 4 مرات يومياً»، «السكر ثلاثة معالق سكر»، أقول «معلقة السكر 50 مللى جرام»، ثلاثة معالق 1500 ملى جرام فى الشهر، ما يقرب من كيلو جرام سكر فقط للشاى والقهوة، كام زجاجة مشروبات مسكرة وعصائر، مرة أو مرتين يومياً، وفى بعض الأحيان أكثر، وزجاجة المشروب بها مائة جرام سكر أو أقل يضاف إلى سكر القهوة والشاى، ودون لقمة عيش واحدة إذا منعنا السكريات فى المشروبات واستبدلنا بذلك أقراص دايت (سكارين) ممكن أن ينقص الوزن 1 - 2 كيلوجرام شهرياً، ودون مجهود.
امتلاء البطن.. المفروض أن نحترم الشبع، ولا نأكل بعد أن نشعر بالامتلاء، (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع). وأصبحت القاعدة (نحن قوم نأكل بعد أن نشبع ونضغط على أولادنا بالإفراط فى الأكل، علشان خاطرى يا حبيبى كل هذا وكل ذاك). ولدينا عادة وضع كميات أكل مهولة على السفرة، وعلى الجلوس تعبئة الصحون أمامهم عندما تفرغ، وأنا تعودت فى بلاد الإنجليز أن عدد قطع اللحم حسب الحضور، وكمية الأكل محدودة لكل فرد، ونذهب إلى سوبر ماركت والفكهانى، ونشترى بالواحدة حسب العدد.
احترام الشبع هو احترام لحجم المعدة، حتى لا تتمدد، ولا تملأ نصف البطن ولا تتوقف حتى تشعر بالامتلاء ثم نبحث عن مهضمات بعد ذلك، ثم تقول السيدة أنا أفطر وأتغدى ولا أتمشى ولا أعلم من أين جاءت زيادة الوزن، والرد على ذلك بأن أسوأ شىء هو أصحاب الوجبة الواحدة، حيث عندما تمتلئ المعدة تكون قد زادت عن الاحتياجات، والباقى يتحول إلى دهون تترسب فى جوار البطن، وفى الفخذين، ولدى برنامج غذائى أعتقد أنه يناسب معظمنا.
أولاً: الإفطار بنصف رغيف، جبن قليل الدسم، فول بزيت زيتون، بيضة مسلوقة واحدة.
الساعة 11 صباحاً، فنجان شاى بلبن مع بسكويت.
الساعة 2 ظهراً، نصف رغيف أو 2 ملعقة أرز أو مكرونة وربع فرخة أو سمكة مشوية أو قطعة لحم حمراء مشوية أو مسلوقة، وسلطة خضراوات خضار بروتين.
الساعة 5، ثمرة فاكهة واحدة، والفاكهة فى حاجة إلى حديث، لأن الكثيرين لا يعتبرون الفاكهة أكلاً، وأمامهم طبق فاكهة متنوع من كل صنف نكمل ما تبقى من فراغ فى المعدة من بلح وعنب وتفاح وموز وشقة شمام وشقة بطيخ وبعضنا يجرى على التليفزيون بعد الأكل وأمامنا طبق الفاكهة نستكمل فيه المباراة فى الأكل إلى ما شاء الله.
النصيحة هى ثمرة فاكهة واحدة الساعة 5 بعد الظهر.
العشاء نصف رغيف، زبادى، جبن قليل الدسم، بيضة مسلوقة، ملعقة فول أو ملعقة عسل أبيض.
أخيراً:
الحركة، العالم كله يهتم بالحركة وبالرياضة، رئيس الجمهورية يقود حملة الساعة 6 الصبح مع مئات من المشاركين من الرجال والسيدات، هذا يساعد على صرف الكالوريهات الزائدة، ويمنع أن تتحول إلى دهون تترسّب فى البطن والأفخاذ.
وهناك أيضاً التليفزيون ملىء بالبرامج التى تتناول موضوع الوزن، وكلها تذكر أسماء أعشاب وأدوية أعشاب تخفض الوزن، ولم يذكر كيف يحدث ذلك؟، بصد النفس عن الأكل، ويدعون أن الدواء والألتراسونيك يحرقان الدهون وهذا كلام غير صحيح وغير علمى، هذا الدواء بالذات يعلن عنه، وليس هناك ما يدل على أن الدواء مرخص باستخدامه أو تم تسجيله فى الوزارة، ولا ما هو التركيب الكيميائى ووظائفه ونحن نقرأ النشرة الملحقة بالدواء ونرى التفاصيل الطويلة عن التركيب الكيميائى وتأثيره على العمليات الفسيولوجية فى الجسم والأعراض إن وجدت، بل بعض هذه النشرات، خصوصاً الأدوية الحديثة، تطالب الشركة المواطنين المستخدمين للدواء بالإبلاغ عن أى أعراض جانبية يلاحظها المرضى بعد استخدام الدواء.
أطالب وزارة الصحة بأن تتدخل بكل التصميم فى هذه البرامج ومنع الإعلان عن دواء غير مسجل وغير مسموح له بالتداول ولا عبرة لأن هذه أدوية أعشاب أو نباتات طبية، فنحن نعلم أن الأعشاب بها المفيد والضار، ولا ننسى أن الأفيون والحشيش والبانجو ولستة كبيرة من الأدوية السامة أعشاب، ومن الأعشاب والنباتات الطبية ما قبل ذلك فى التاريخ الإسلامى والعربى وألف ليلة وليلة كان يقتل الإنسان بالمواد السامة من النباتات الطبية، فلا نتجاهل هذه الحقائق، ونصر على التدقيق العلمى والدوائى فى كل ما يُسمى دواء، وكذلك الادعاء بأن الكهرباء والألتراسونيك تذيب الدهون، ولا يوجد ما ينقص الوزن ويزيل الدهون سوى تنظيم الغذاء ومزاولة النشاط الجسمى والرياضى، وأخيراً التدخل الجراحى لتقليص حجم المعدة فى الحالات بالغة الخطورة، وكانت هناك أدوية تصد النفس، لكن ثبت أن لها أعراضاً جانبية خطيرة، وأنها تؤدى إلى الإدمان.
سيدات مصر: أنتن نسل كليوبترا ونفرتيتى أجمل سيدات العالم، ولا أرى سيدة مصرية قبيحة، بل بالعكس، الجميع يتمتعون بملامح جميلة، لكنه قوام غير متناسب مع العصر.
العصر فى حاجة إلى النشاط والحركة والقوام الجميل، أما أصحاب الكروش فعليهم مراجعة أنفسهم ومراجعة غذاء أولادهم، واعتبار الجسم الممشوق والجميل حقاً من حقوق السيدة والبنت المصرية.
كل عام وأنتم جميعاً بخير.