من العنصرية للتحريف.. القصة الكاملة لخلاف جبران باسيل مع السعوديين
جبران باسيل وزير خارجية لبنان
هجوم حاد وصل إلى وصفه بـ"العنصري"، تعرض له وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل على خلفية تغريداته على "تويتر" التي بدأت قبل 3 أيام، عن ضرورة حماية العمالة اللبنانية في وجه الأخرى الأجنبية، وردّ العديد من السعوديين من رواد "تويتر" على تغريدته، حتى ظهرت تعليقات طالبت بإقالته، ليعود اليوم يشير إلى تحريف كلماته.
منذ السابع من شهر يونيو الحالي، بدأت تغريدات باسيل التي تدافع عن اللبنانيين وتميّزهم بشكل عام، إذ كتب: "كرّسنا مفهوما لانتمائنا اللبناني هو فوق أي انتماء آخر، وقلنا إنّه جينيّ وهو التفسير الوحيد لتشابهنا وتمايزنا معا، لتحملنا وتأقلمنا معا، لمرونتنا وصلابتنا معا، ولقدرتنا على الدمج والاندماج معا من جهة وعلى رفض النزوح واللجوء معا من جهة أخرى".
وفي اليوم التالي، كتب باسيل رئيس التيار الوطني الحر التابع لرئيس الجمهورية ميشال عون وهو صهر الرئيس أيضًا، 5 تغريدات توضح ما قصده بعد هجوم نُعتَّ فيه بـ"العنصرية"، ليقول خلال مؤتمر للمغتربين اللبنانيين: "البعض يتهمني بأنّي عنصري، وأنا أفهم لأنّ الانتماء اللبناني لدى هؤلاء ليس قويا كفاية ليشعروا بما نشعر به، ولأنّهم يعتبرون أنّ هناك انتماء ثانيا قد يكون أهم بالنسبة لهم"، وعاد ليكتب: "طبيعي أنّ تميّز دولة مواطنيها عن غيرهم من المواطنين، أي عن الأجانب، وهذه ليست عنصرية وهذا ما تقول به الاتفاقية الدولية لمناهضة التمييز العنصري، فالقانون المحلي هو الذي يسود".
وأكد وزير الخارجية اللبناني في تغريدات تالية، مقصده بشأن تمييز اللبنانيين، إذ كتب: "طبعا نريد أنّ نميّز المواطن اللبناني عن غير اللبناني بالعمل والسكن والضريبة وأمور كثيرة، وهذا ليس تمييزا عنصريا بل سيادة الدولة على أرضها"، وتابع "من الطبيعي أنّ ندافع عن اليد العاملة اللبنانية بوجه أي يد عاملة أخرى، سواء كانت سورية فلسطينية، فرنسية، سعودية، إيرانية، أو أمريكية، فاللبناني (قبل الكل)".
ومن التغريدة الأخيرة هذه اشتد الهجوم خاصة من المغردين السعوديين، وكانت من بين الردود تغريدة لسعودي باسم فهد كتب فيها: "لا يوجد سعوديون موظفون في لبنان، فهم لن يتركوا دول العالم المتقدم ليتوظفوا لديّكم، وشكرا سعادة الوزير لأنّ اللبنانيين المقيمين في الرياض فقط عددهم يفوق 200 ألف لبناني، كما نشرت صحيفة الاقتصادية السعودية، لذلك يستوجب منا التخلص منهم وتوظيف السعوديين، فهم أبناء البلد وقبل الكل".
وأشارت قناة "سكاي نيوز" إلى توقيع مئات اللبنانيين عريضة تحت عنوان "تصريحات باسيل لا تمثلني"، مطالبين بوضع حد لخطابه الشعبوي الذي يضر بلبنان ومحيطه، ويعرض السلم الأهلي للخطر.
وعاود باسيل اليوم الحديث عما قصده من وراء تصريحه بأنّ اللبناني قبل الكل، بأنّ كلامه قد تم تحريفه، وكتب 4 تغريدات متتالية بدأها بقوله: "كل يوم معرضون لتحريف كلامنا وواجب علينا تحقيق مصلحة لبنان، وإذا حصل تحريف علينا أنّ نصححه".
وأضاف في تغريدة ثانية: "واجب كل دولة إعطاء الأولوية لشعبها بفرص العمل، وهذا ما تقوم به كل الدول وهذا ما يغفل عنه لبنان بالتطبيق"، واستكمل تغريداته بأخرى كتب فيها: "اللبنانيون يعملون بالخارج وفقا لحاجات الدول، وهم يحترمون قوانين هذه الدول وكل من يخالف، نحن ندعو إلى تطبيق القانون بحقه، وعلى رأس هذه الدول المملكة العربية السعودية، فلدينا جالية من الواجب الحفاظ على مصالحها، لكن واجب الجالية وواجبنا أنّ نحترم الدولة التي نعمل فيها ونحترم قوانينها".
وليست تلك المرة الأولى التي يثير فيها صهر الرئيس اللبناني الجدل، إذ كان وصفه بـ"العنصرية" نابعًا من تصريحاته المثيرة ضد السوريين النازحين إلى لبنان وضرورة عودتهم لبلادهم، إذ كتب في تغريدة له في 31 مايو الماضي: "لبنان لم يستغل يوما وجود النازحين السوريين على أرضه، ولم يستغل أي دولة خاصة أوروبا بهذا الموضوع، والحل الطبيعي بعودتهم لسوريا"، وكتب تغريدة أخرى قال فيها: "عليكم مساعدتنا لإعادة النازحين لديارهم ،لا تشجيعهم على البقاء عبر المساعدات التي تقدم لهم، والحل الوحيد هو عودتهم، وتحويل الأموال التي تصرف على بقائهم لتكون لخدمة عودتهم".
بتحب لبنان ... وظّف لبناني
— Gebran Bassil (@Gebran_Bassil) June 8, 2019
قطاع الشباب في التيّار الوطنيّ الحرّ???? pic.twitter.com/6HSuU4fjnl
وتزامنت تلك التغريدات مع فيديو نشره عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، ظهر فيه شباب لبناني يتظاهر أمام محلات سورية في لبنان، وكتب تعليقه على الفيديو: "بتحب لبنان وظّف لبناني"، كما نشرت صحيفة "عكاظ" السعودية تعليقات مهاجمة لتصريحات جبران باسيل تحت عنوان "اللبنانيون يطالبون بطرح الثقة في باسيل.. إساءة (صهر الرئيس عون) للسعودية تظهر انقساما شعبيا انتصر فيه المعارض لآرائه".