أكاديميون لـ"طلاب المرحلة الثانية": "فيه ناس بتجيب 95% وبتدخل حقوق"
طلاب يسجلون رغباتهم
أكد خبراء أكاديميون، أنه يجب على طلاب الثانوية العامة الملتحقين بتنسيق المرحلة الثانية بصفة خاصة، قراءة سوق العمل جيداً ومراعاة رغبتهم في الدراسة قبل تسجيل الرغبات في التنسيق، لافتين إلى أن المجموع ليس عاملا أساسيا للنبوغ في الكلية.
وقال الخبراء إنه يجب استثمار الفترة الدراسية في الحياة الجامعية لتنمية مواهبهم، مؤكدين أن مجموع الثانوية العامة "ليس نهاية المطاف"، وشددوا على ضرورة تعلم الطالب أكثر من لغة في خلال فترة الدراسة الجامعية حتى يتمكن من إيجاد فرصة عمل جيدة له، ويستطيع تكوين مخزون ثقافي قوي في كثير من المجالات الأخرى.
أكد الدكتور كريم مصلح عميد كلية الآداب جامعة سوهاج سابقاً، ضرورة ملء استمارة رغبات التنسيق لطلاب الثاوية العامة حسب رغبة الطالب في الدراسة وليس على حسب المجموع فقط، لافتاً إلى أنه النظر لسوق العمل في الوقت الحالي يُعد أمراً مهما، وخاصة في ظل تخريج أعداد كبيرة من الجامعات غير مؤهلة تأهيلاً جيداً لسوق العمل.
وأضاف "كريم"، أن غالبية التخصصات النظرية كتخصصات اللغة العربية، والقانون في الوقت الراهن "تشبعت" بخريجيها، مشدداً على ضرورة النظر لتخصصات فريدة لم يتطرق لها أحد بشكل دقيق كالأمراض المستوطنة في أفريقيا، والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، فضلاً عن زراعة "اللاند سكيب" والتي تهتم بالديكور الزراعي من حدائق وبساتين، مشيراً إلى أهمية التركيز على لغات شرق آسيا، خاصة في ظل نمو المعاملات التجارية مع الدول الآسيوية.
وأوضح أن كتابة الـ75 رغبة يجب أن يكون بطريقة تتناسب مع مجموع الطالب في الثانوية العامة "مش جايب 75% وأكتب طب رغبة أولى"، مستطرداً كليات القمة ليست معيارا أساسيا لتفوق الطالب، "فيه ناس بتجيب 95% وبتدخل حقوق"، لافتاً إلى أن هناك مجموعة من المحاور لاستثمار فترة الجياة الجامعية منها ألا يهتم الطالب بالمؤهل الدراسي فقط بل يسير بخطوات حثيثة في ملاحقة تطورات العصر سواء بالحصول على دورات لتنمية مهاراته في مجال تخصصه كدورات التنمية البشرية وإدارة الأعمال لملتحقي كلية التجارة، ودورات نظم المعلومات بالنسبة لطلاب كلية الهندسة، فضلاً عن الاهتمام بالجانب الثقافي حتى يمتلك الطالب مخزونا ثقافيا قويا في غالبية التخصصات وليس تخصصه فقط.
"كمال": فيلم "الباشا تلميذ" شوَّه صورة الطالب الجامعي
وقال الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، إن تسجيل رغبات التنسيق يجب أن يكون طبقاً للمهن الجديدة التي تتيح للطالب الالتحاق بفرصة بعمل بعد التخرج من الكلية، وخاصة تخصصات الحاسبات والنظم المعلوماتية التي حظيت باهتمام في الوقت الحالي، مؤكداً أن الثانوية العامة ليست نهاية المطاف، وعبارة "كليات قمة" خاطئة تماماً، مضيفاً: "هي خطوة في مشوار التعليم"، وأوضح أن المجموع ليس معياراً أساسياً لمستوى الطالب، فكثير من الطلاب الذين حصلوا على مجموع قليل في الثانوية العامة استطاعوا الاهتمام بالجوانب العملية طبقاً لمهاراتهم وحققوا رغباتهم في سوق العمل.
وأضاف "كمال" لـ "الوطن"، أنه يجب على طلاب الثانوية العامة أن يدركوا الاختلاف بين الحياة الجامعية ومرحلة الثانوية، من خلال توسيع مدركاتهم الثقافية، والاهتمام بالبحث العلمي، والبعد عن فكرة فيلم "الباشا تلميذ" التي شوهت صورة الطالب الجامعي وقللت من شأنه أمام المجتمع، والالتزام بحضور المحاضرات والمداولة على مكتبات الجامعة.
"سحر": لا بد من تعلّم أكثر من لغة
ومن جانبه قالت الدكتورة سحر هاشم، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة سوهاج، إن المجموع ليس شرطاً أساسياً للطالب لتحقيق مبتغى الطالب من كليات القمة، مضيفة: "يجب على الطالب استثمار فترة الدراسة الجامعية في الحصول على كثير من الدورات التدربية في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتعلم أكثر من لغة لمواكبة احتياجات سوق العمل"، مشيرة إلى سوق العمل هو المعيار الأساسي لالتحاق بالكلية.
ولفتت "هاشم"، إلى ضرورة عدم ضغط أهل الطلاب على أبنائهم في تسجيل الرغبات، مؤكدة أن اختيار الكلية على حسب رغبة الأهل يؤدي إلى فشل الطالب، وأشارت إلى أن هناك كلية الطب باتت رغبة أولياء الأمور أكثر من الطلاب أنفسهم.
وتابعت: "يجب أن يضع الطالب في مخيلته في تسجيل الـ75 رغبة في التنسيق، البرامج الجديدة التي تطرقت الجامعات إلى تفعيلها في الوقت الراهن، كالبرامج الروسية والصينية، وذلك لتوافر فرص العمل في هذه البرامج، خاصة بعد أن شهدت مصر تطورا ملحوظا في العلاقات بين هذه البلدان".