بروفايل| «مالك» ظُهور حَذِر
عرف بأنه وزير مالية الجماعة وأحد أبرز رجال الأعمال بها، تاجر القماش الذى تحول سريعاً إلى الاستثمار فى البرمجيات والأثاث، عقب سيطرته مع شريكه خيرت الشاطر على الكثير من معارض السلع المعمرة، الرجل الذى يعزف عن الظهور الإعلامى أو الإدلاء بالتصريحات الصحفية، ظهر أمس الأول، ولأول مرة منذ 30 يونيو، فى إحدى قاعات المناسبات بمسجد فاطمة الشربتلى بالتجمع الخامس، لحضور عقد قران ابنة أخته على أحد أبناء الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح رئيس حزب مصر القوية.
حسن مالك الذى وُلد فى 8 أغسطس من عام 1958 بالقاهرة، كان لعائلته ووالده الكثير من محلات القماش بمنطقة «الأزهر»، سار الابن على درب أبيه، فبدء حياته بالعمل فى تجارة القماش، ثم انضم إلى تنظيم الإخوان فى سن مبكرة، قبل أن يتخرج فى كلية التجارة جامعة الإسكندرية، بعدها أتقن التجارة وورث عن أبيه مع باقى إخوته مصنع «مالك» للغزل والنسيج.
بدأت العلاقة بين «الشاطر» و«مالك» منذ فترة بعيدة، بعدما أنهى الأول دراسته للهندسة فى جامعة الإسكندرية، وترك مسقط رأسه فى المنصورة، عملا معاً فى مجال السلع المعمرة، وأسسا شركة «سلسبيل» فى مجال نظم المعلومات، والتى سجن الشريكان على أثرها عام 1992، فيما عرف إعلامياً بقضية «سلسبيل».
برز ظهور «مالك» فى عام 2006، عندما تم اتهامه فى قضية «التخابر الدولى» مع شريكه خيرت الشاطر، التى استهدف بها نظام «مبارك» وقتها تجفيف منابع تمويل «الجماعة»، وتم الحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
عقب «25 يناير» وخروج «مالك» من السجن، دشن الجمعية المصرية لتنمية الأعمال «ابدأ»، التى أسسها «مالك» بعد تمكن الإخوان من السيطرة على غالبية مجلس الشعب، وشعروا أن الفرصة أصبحت أمامهم للظهور باستثماراتهم أمام الجميع.
علاقة قوية تربط بين «مالك» ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، مما منح «مالك» الفرصة للحصول على أكبر التوكيلات التركية، حيث ترتكز معظم استثمارات «مالك» فى قطاع الأثاث عن طريق شركة «استقبال» والمنسوجات عن طريق شركة «سرار» بجانب عدد من الشركات فى القطاع الخدمى، غير أن جزءاً كبيراً من تلك الاستثمارات ظل فى مأمن داخل السوق التركية طوال فترة النظام السابق.
ابتعاد «مالك» عن الحياة السياسية، جعله بعيداً عن أى ملاحقات أمنية، فعقب 30 يونيو وعزل الدكتور محمد مرسى من منصبه، كان من المتوقع أن يتم إلقاء القبض على «مالك» ضمن باقى قيادات الإخوان، بتهم التحريض على العنف وتمويل العمليات الإرهابية، لكنه ظل بعيداً عن أسوار السجن، يفتتح محلاته دون التأثر بالمأزق الذى يمر به التنظيم، فى نفس الوقت الذى تعدّدت فيه الأقاويل عن تركه «الإخوان» بسبب عدم رضائه عن سياستها.