القضاء الجزائري يستأنف محاكمة مسؤولين سابقين بتهم الفساد
القضاء الجزائري يستأنف محاكمة مسؤولين سابقين بتهم الفساد
استأنف مجلس قضاء الجزائر العاصمة، لليوم الرابع على التوالي، جلسات محاكمة الاستئناف في قضيتي، تجميع السيارات والتمويل الخفي للأحزاب، وللحملة الانتخابية لانتخابات الرئاسة، التي كانت مقررة في إبريل الماضي، المتهم فيها مسؤولون كبار سابقون.
ومن المقرر أن تستمع المحكمة، خلال جلسة اليوم، لأقوال عدد من الأشخاص المعنيين والأطراف المدنية، وهيئة دفاع المتهمين، وتأتي هذه المحاكمة في القضيتين، إثر استئناف كل من النيابة، وهيئة الدفاع الحكم الصادر من محكمة "سيدي أمحمد" بالجزائر العاصمة، يوم 10 ديسمبر الماضي، بإدانة الوزير السابق عبدالسلام بوشوارب بـ20 عام، حبسا نافذا مع إصدار مذكرة توقيف دولية ضده أمرا.
وإدانة رئيس الوزراء السابق أحمد أويحيى بالسجن لمدة 15 سنة مع مصادرة كل ممتلكاتهما المحجوزة والسجن 12 سنة لعبد المالك سلال رئيس الوزراء الأسبق، وجرى إدانة عدد من الوزراء، وكبار المسؤولين السابقين، ورجال الأعمال بالسجن لمدد متفاوتة في نفس القضية.
وفي سياق متصل، بدأت محكمة "سيدي امحمد" بالجزائر العاصمة، اليوم، في نظر محاكمة المتحدث الرسمي باسم حزب الاتحاد الديمقراطي والاجتماعي كريم طابو، بتهمة "إضعاف معنويات الجيش"، و"المساس بالوحدة الوطنية" والتحريض على العنف عبر منشوراته.
وجرى توقيف كريم طابو في 12 سبتمبر الماضي لتقرر غرفة الاتهام بمجلس قضاء تيبازة الإفراج عنه في 25 من نفس الشهر، قبل أن يتم توقيفه بعد 24 ساعة ويمثل في الثاني من شهر أكتوبر الماضي أمام قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي أمحمد الذي أمر بإيداعه الحبس المؤقت.
وشغل طابو البالغ من العمر 46 سنة، منصب السكرتير الأول لحزب القوى الاشتراكية بين عامي 2007 و2011 قبل أن ينسحب منه سنة 2012 ليعين متحدثا رسميا لحزب الاتحاد الديموقراطي والاجتماعي "غير معتمد".
بدوره، قال وسيط الجمهورية بالجزائر كريم يونس، اليوم، إن عمل هيئته سيكون اقتراح الإجراءات الكفيلة بالتخفيف والقضاء على البيروقراطية ومحاربة أوجه التعسف.
وأضاف يونس -في تصريحات بالجزائر العاصمة- أن هيئته ستتلقى كذلك الشكاوي التي قد تثير مسائل تتعلق بالفساد الإداري والتحقيق فيها وإعلام الجهات المعنية بما يمكن اتخاذه من إجراءات.
وأشار وسيط الجمهورية، إلى أن هيئة "وسيط الجمهورية" التي يترأسها تستخدم صلاحيتها القانونية من أجل نشر ثقافة محاربة الفساد في الوسط الإداري، معبرا في نفس الوقت عن رجائه أن تلقى هذه الورشة، التي شهدت مشاركة خبراء وقضاة وضباط الشرطة القضائية من رجال الدرك والشرطة، النجاح بفضل التنسيق سويا في الميدان لمحاربة هذه الظاهرة المقيتة.
وأوضح يونس، أن "الجزائر الجديدة التي نعتزم الوصول إليها هي جزائر لن يكون فيها أي مكان للفساد الذي سيحارب بكل قوة"، مؤكدا أن مواصلة مكافحة هذه الآفة سيكون في قلب المشروع السياسي للرئيس عبد المجيد تبون من أجل الوصول إلى "أخلقة الحياة السياسية" وبعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية في محيط شفاف ونزيه، وإرجاع الثقة والتلاحم بين المواطن ودولته.
وأشار وسيط الجمهورية، إلى أن الفساد الإداري أصبح يثقل كاهل المواطن ويجعل من حياته جحيما لا يُطاق، موضحا أنه لهذا السبب قرر الرئيس تبون إنشاء هيئة "وسيط الجمهورية" يوم 17 فبراير الماضي، مبرزا الدور الذي أسند لها خاصة محاربة الفساد في أوساط الإدارة المركزية والمحلية والمرافق العمومية وكذا في القطاع الخاص الذي يقوم بتأدية خدمات عامة.
وزير خارجية الجزائر: نحن دولة سلمية وسياستنا ليست عدوانية
وفي سياق آخر، قال وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، اليوم، إن الجزائر دولة سلمية وليس لديها أية سياسة عدوانية ضد الدول، خاصة دول الجوار، مؤكدا مبدأ التفاوض لحل المشاكل المتعلقة بترسيم الحدود.
وأضاف بوقادوم، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته الإسبانية ارشنا جونزليس لايا، أن الجزائر دولة سلمية وليس لدينا أية نية أو سياسة عدوانية ضد أي بلد في العالم، خاصة دول الجوار و إسبانيا دولة جارة مهمة واستراتيجية".
وأشار المسؤول الجزائري، إلى القرار الذي اتخذته السلطات الجزائرية سنة 2018 حول ترسيم الحدود، والذي ينص على أن "أي مشكلة في ترسيم الحدود عندما تكون في المناطق المداخلة بين أي جار، يتم حلها عن طريق التفاوض".
وتابع بوقادوم قائلا: إن الجزائر لا تريد أي منطقة لا كبريرا ولا ايبيزا، بل تريد فقط الحوار والشراكة مع إسبانيا"، مضيفا إن معاهدة البحار تعطي الحق للدول برسم حدود إلى 200 عقد بحرية، وفي حال كانت المسافة ضيقة، فالمعاهدة تعطي حق المفاوضات بين البلدين.
من جهتها، أكدت الوزيرة الإسبانية، أن الجزائر وإسبانيا متفقتان تماما فيما يخص قضية الحدود، وفي حال وجود خلافات، ستكون هناك مفاوضات لحلها، مشيرة إلى أن المغرب قد أعلن عن نيته في رسم الحدود البحرية، مثله مثل الجزائر وإسبانيا، موضحة أنها تطرقت في لقائها ببوقادوم إلى مسألة ترسيم الحدود البحرية، مؤكدة أنها لاقت تجاوبا من الجزائر.
وزيرة الخارجية الإسبانية: رئيس الوزراء سيزور الجزائر في إبريل المقبل
وكشفت لايا، عن أن رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، سيزور الجزائر في إبريل المقبل، موضحة أنه سيتم خلال تلك الزيارة عقد لقاء من أعلى مستوى، بين حكومتي البلدين، سيتم خلاله مناقشة علاقات البلدين وسبل تطويرها، بالإضافة إلى قضايا الساعة، وأمن الجوار.
وتابعت الوزيرة الإسبانية قائلة:"الجزائر دولة شقيقة، وكنا من الدول الأولى التي هنأت، الرئيس عبدالمجيد تبون، بفوزه في الانتخابات الرئاسية"، معربة عن رغبة بلادها في إعادة بعث العلاقات الثنائية، والارتقاء بها إلى مستوى ممتاز.
وأوضحت لايا، أن إسبانيا والجزائر سيعملان معا على مناقشة العديد من قضايا الساعة من بينها مكافحة الإرهاب، وأمن الساحل، والطاقة.