مرة مواطن شريف حاول يقتل طالب في إعلام بسبب "كاميرا"
بحماس.. استعد كل من بلال شريف، وزميله محمد جمال، ليوم آخر من العمل على مشروع تخرجهم بكلية الإعلام، وقع اختيارهم على كوبري صفت اللبن، حيث رأى كليهما في المكان أمرًا مختلفًا يستحق التصوير، لكنه ذات الكوبري الذي كاد أن يشهد نهايتهما بسبب "مواطن شريف".
لم يكن الكوبري ورصيفه الضيق مناسبًا بحال من الأحوال لجلسة التصوير التي أرد الشابان إنجازها: "مفيش بني آدم طبيعي بكامل قواه العقلية يقف في مكان زي ده يثور، لكن هتعمل إيه للكيف لما يحن لصورة" قالها بلال الذي كاد يفقد حياته وصديقه بسبب الصورة.
"العربيات كانت بتعدي من ورانا بسرعة مجنونة فجأة عربية طايرة جات علينا وقربت منا بشكل غبي، واللي سايقها طلع دراعه بشكل غبي وحاول إنه يشدنا أو يشد الكاميرا، غير الشتيمة بألفاظ غاية في القبح" لم يكن المواطن المجهول والغاضب أيضًا يردد سوى جملة واحدة: "يا ولاد الكلب هتضيعوا البلد".
لم يتمالك الشابان أنفسهما عقب مرور السيارة وانتهاء الخطر، كان سؤال واحد يجول بخاطرهما: "هو اللي حصل ده حقيقي؟": "يعني الواحد يبقى واقف بيخلص شغله وييجي حد يشرع في قتله وهو مش فاهم أي حاجة ولا حتى حاول يفهم إيه اللي بيحصل حتى ! أنا اضطريت أبلع ريقي وأكمل شغلي المطلوب مني، وبعدين مشيت من المكان بهدوء وفي قلبي لعنة على ده مجتمع وعلى دي شغلانة وعلى كل حاجة".
حالة من اليأس تسللت إلى نفس الشابين قبل أن يبدأ الحياة المهنية الحقيقية: "نشتغل إزاي في مجتمع فيه مواطنين من العينة دي؟ إحنا عايشين وسط ناس متصورين إن أي حد ماسك كاميرا هيبقى عميل وممول وبيحاول يزعزع استقرار النعيم اللي إحنا عايشين ومتهنيين بيه، ناس عندها تسامح غريب لفكرة إنهم يقتلوا اتنين بني آدمين لبيشوفوا شغلهم ".
لم يكن هذا هو الموقف الأول أو الأخير الذي يمر به الشابان، شريف يرى أن هناك حالة عداء مجتمعي شديد لأي كاميرا أو ميكروفون في الشارع المصري: "أصغر عيل في الشارع من حقه إنه يوقفك ويسألك ويحقق معاك عن انت بتعمل إيه وجاي تصور ليه و تبع مين، إحنا الفئة الوحيدة اللي كله ضدها، سواء سلطة أو مواطنين شرفاء أو مظاهرات (الشرعية)، كله بيشك فينا ومش بيطمن لنا ولا بيعجبه منظرنا".