الوسط الحقوقي العربي يودع المناضل عبدالرحمن اليوسفي
الوسط الحقوقي العربي يودع المناضل عبدالرحمن اليوسفي
ودع الوسط الحقوقي العربي، المناضل المغربي عبد الرحمن اليوسفي، الذي وافته المنية صباح اليوم، عن عمر ناهز 96 عامًا، بعد مسيرة كفاح طويلة، مثلت رمزا في التناغم بين النضال من أجل حقوق الإنسان والتشبث بالوطنية.
ونعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، الراحل، وقالت في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، إن الراحل تقلد العديد من المواقع السياسية والحقوقية على الصعيدين الوطني والدولي، وكان واحدا من الآباء المؤسسين للمنظمة العربية لحقوق الإنسان وفي مقدمة قياداتها عبر انتخابه لموقع نائب رئيس مجلس أمناء المنظمة، وقيادته للجنة التي خاضت الكفاح لحصول المنظمة على الصفة الاستشارية لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة.
وبادر «اليوسفي» مع جيل من رواد حقوق الإنسان في المغرب في تأسيس المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، والتي أسهمت في إنتاج الرافد الرئيسي لعملية الإصلاح الواسعة التي شهدتها المملكة المغربية، كما ترأس مجلس الوزراء المغربي عام 1999.
كان محاميًا بارزًا وعلمًا من أعلام القانون، ورائدًا في الدفاع عن الحقوق والحريات، وانتخب عضوا بالمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، وأمينًا عامًا مساعدًا للاتحاد.
كما كان «اليوسفي» من الرعيل الأول في الحركة الوطنية التي خاضت معارك الاستقلال، وخاضت معركة الانتصار للديمقراطية والتعددية، وترأس حزب الاتحاد الاشتراكي، وخاض غمار محن كبرى في تاريخ السياسة المغربية منذ منتصف الستينات، ورغم تزعمه للمعارضة، إلا أنه أبى أن يكون مخلب قط ضد بلاده.
ونعاه مركز حقوق الإنسان والديمقراطية في المغرب، في بيان قال فيه، إن الفقيد من مؤسسي المنظمة المغربية لحقوق الانسان، والمنظمة العربية لحقوق الإنسان، والمعهد العربي لحقوق الإنسان، كما كان عضوًا بارزًا ونشيطًا في عدد من المنظمات الدولية لحقوق الانسان، كاللجنة الدولية للحقوقين، وقياديًا في اتحاد المحامين العرب وغيرها من منظمات حقوق الإنسان.
وأكد المركز، أن الراحل أولى لقضايا حقوق الانسان مكانة قوية ضمن العمل السياسي، خاصة داخل الحزب الذي ساهم في تأسيسه وقيادته (الاتحاد الاشتراكي)، فضلا عن تحمله مسؤولية الوزارة الأولى خلال مرحلة دقيقة من التاريخ السياسي الحديث للمغرب، والتي كانت حقوق الإنسان من أبرز سماتها.
وقادت حكومة «اليوسفي» أكبر عملية إصلاح في تاريخ البلاد منذ الاستقلال، وكانت من أولى الحكومات التي ضمت وزارة مختصة لحقوق الإنسان، وتأسست خلالها هيئة الحقيقة والمصالحة التي نفذت أول مسار عدالة انتقالية مثمر في المنطقة العربية، ودعمت روح المصالحة الوطنية والانتقال الديمقراطي في البلاد، كما تطورت التشريعات ذات الصلة بحقوق الإنسان، وتم توسيع وتطوير البنية المؤسساتية لحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك تطوير استقلال وولاية المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
كما نعاه رفيق حركة التحرر الإفريقي من الاستعمار، محمد فايق، رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، بقوله، إن اليوسفي فقيد حركة حقوق الإنسان والتحرر الوطني، ورمز من رموز التحرر الوطني في المغرب وإفريقيا.
وأكد «فايق» أن الراحل يعد أحد رموز القومية العربية ورائدًا من رواد حركة حقوق الإنسان العربية وأحد السياسيين الوطنيين المغاربة الذي كافح من أجل التحرر الوطني والديمقراطية وسيادة القانون، وتصفية الاستعمار في إفريقيا.
وقال إن الوطن العربي، والقارة الإفريقية، فقدا برحيله أحد القامات الحقوقية والسياسية التي ساهمت بجهد وافر في نشر وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، من خلال كافة المناصب التي تقلدها خلال مسيرته الحافلة بالعطاء على المستويين الحقوقي والسياسي.