النيابة: أعمال محارة سبب انهيار منزل الساحل
كشفت تحقيقات نيابة الساحل عن مفاجأة فى واقعة المنزل المنهار فى شارع دياب، التى راح ضحيتها 8 قتلى و6 مصابين، وتبين أن سبب الانهيار يرجع إلى أعمال المحارة التى كانت تجرى فى غرفة عجوز أنقذها القدر من الموت بسبب نقلها إلى مستشفى المطرية قبل الحادث بـ4 أيام، ونجا من الموت مالك العقار بسبب استيقاظه مبكراً وذهابه إلى محل الملابس الذى يمتلكه فى شارع جسر البحر، وعاد بعدما اتصل به أحد الجيران وأخبره بإصابة شقيقه، كما نجت نادية محمد، ربة منزل، بسبب ذهابها إلى «السوق» قبل الانهيار بنصف ساعة.
وقررت نيابة الساحل حجز صاحب العقار لحين وصول ملف المنزل من الحى، وشكلت لجنة من الإدارة الهندسية للمعاينة ومعرفة أسباب انهيار االعقار، كما صرحت النيابة بدفن 8 جثث بعد توقيع الكشف الظاهرى عليها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
وانتقل فريق من النيابة العامة برئاسة المستشار وائل حسين المحامى العام الأول لنيابات شمال القاهرة بعد تكليف من المستشار عبدالمجيد محمود النائب العام، وضم الفريق خالد الأتربى رئيس نيابة الساحل والوكلاء محمد رضوان ومحمد بركات وشريف عبدالحيم وأمير علاء لمعاينة العقار، وأجرت النيابة معاينة تصورية، وتبين من المعاينة المبدئية أن العقار مكون من 4 طوابق، ورجحت أن سبب الانهيار وجود تصدعات، كما أن العقار متهالك وعمره 60 عاماً.[Quote_1]
وقال عيد عرفة، 75 سنة، صاحب العقار، أمام النيابة إن المنزل قديم وعمره يزيد على 60 سنة وورثه هو وشقيقه أبوالعلا عن والدهما وكان يقيم فيه مع شقيقه وأسرته منذ سنوات طويلة، ولم تظهر بالحوائط أى تشققات أو تصدعات تتطلب إخلاءه وتنكيسه، بل كانت تظهر على الحوائط شروخ فى المحارة.
وأضاف أن الحادث قضاء وقدر، وأنه كان يقوم بعمل ترميمات محارة ودهانات فى غرفة شقيقته قبل خروجها من مستشفى الساحل العام، ثم توقفت أعمال التشطيبات قبل الحادث بيومين حتى فوجئ أثناء وجوده فى عمله باتصال أحد الجيران به وإخباره بالحادث.
انتقلت «الوطن» إلى مكان الواقعة وبدت حالة من الحزن والهلع بين سكان المنطقة المقيمين فى العقارات المجاورة، وتجمعوا حول العقار المنهار لاستخراج جثث الضحايا، وأصيب 3 أشخاص من الجيران بحالة إغماء بعد دخولهم فى حالة بكاء هستيرى أثناء استخراج جثة الطفل محمد سيد عيد، 3 سنوات، من تحت الأنقاض.
وقال الدكتور أحمد الجمل، أحد سكان العقار المجاور للعقار المنهار، إنه سمع صوت انهيار، وعندما أسرع إلى المكان شهد العقار كومة من التراب، وعرف بعد ذلك أن العقار انهار، وكان موجوداً به أكثر من 14 شخصاً، ووصف ذلك المشهد الذى لا ينساه «بالمأساوى». فيما قال محمد أحمد الخطيب، عامل: «أنا شفت منظر مش هنساه طول عمرى واحنا بنطلع الجثث، شفت أم وابنها ميتين، وكانت الأم بترضع الطفل».
بدأت أحداث الواقعة بتلقى اللواء أسامة الصغير، مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة، إخطاراً من شرطة النجدة، بانهيار عقار مكون من 4 طوابق بمنطقة الساحل، وأمر اللواء سيد شفيق، مدير الإدارة العامة للمباحث، بسرعة انتقال سيارات الحماية المدنية لمكان الواقعة، والدفع بـ8 سيارات إسعاف و9 سيارات إطفاء، فيما انتشرت قوات الأمن فى المنطقة، كما وجد الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة وبصحبته فريق طبى من مرفق إسعاف القاهرة ضم الدكتور رامى الناظر وأشرف العشماوى ومحمد الأسمر الذين كانوا يقومون بإسعاف المرضى، وفرضت القوات كردوناً حول العقار.
وكشفت التحريات الأولية، نقلاً عن شهود عيان، أن العقار صدر له قرار إزالة من حى الساحل، نظراً لتهالكه ووجود تصدعات عديدة به، إلا أن مالك العقار رفض تنفيذ القرار، وحاول ترميم وزرع أعمدة للمنزل، ما أدى إلى انهياره. وانتقل للمعاينة خالد الإتربى، رئيس نيابة الساحل، الذى استدعى مسئولى الحى لسؤالهم، وشكل لجنة هندسية للوقوف على أسباب الانهيار.
وقال اللواء هشام كمال، رئيس حى الساحل، إن اللجنة ستشكل من إدارة الإسكان بالحى ومدير الإدارة الهندسية، ومدير المحفوظات لمراجعة ملف العقار.
وكانت أعمال رفع الأنقاض انتهت وتم استخراج 8 جثث و6 مصابين، بعد أن استمرت أعمال البحث وانتشال جثث الضحايا أكثر من 6 ساعات، استخدم رجال الحماية المدنية المعدات الثقيلة فى رفع المخلفات، ونقل المصابون إلى مستشفيى معهد ناصر والساحل العام.
وأخلت محافظة القاهرة ورجال الحماية المدنية بقيادة اللواء سامى يوسف مدير الإدارة العامة للحماية المدنية 3 عقارات مجاورة للعقار المنهار، وذلك بعد أن لحقت بها تصدعات وتشققات، وجرى توفير سكن بديل لسكان هذه العقارات بمركز شباب الساحل لحين توفير وحدات سكنية لهم.