جامعة القاهرة "جميلة نظيفة آمنة" في حالتين: الإرهاب.. وزيارة الرئيس
سيارات نظافة، وحواجز أمنية ومرورية، حملات تجميل مكثفة، تمشيط أمني، حالة حراك غير عادية في الشوارع المحيطة بجامعة القاهرة وعلى البوابات الرئيسية والفرعية استعدادًا لاستقبال الرئيس السيسي في حفل تكريم أوائل الطلاب، المشهد الذي يغيب عن الأذهان، وتستحضره مرة أخرى إما بعد وقوع أي عمل إرهابي أو زيارة مسؤول كبير.
السعادة ارتسمت على وجوه أولئك الذين تقع منازلهم بالقرب من محيط الجامعة، بعد أن سئموا مطالبة محافظة الجيزة بشفط مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة الممتدة من أمام أسوار الجامعة وصولًا إلى نهاية شارع بين السرايات، بحسب علاء مجدي، أحد السكان: "أرسلنا فاكسات لمحافظة الجيزة، وعملنا وقفات احتجاجية، علشان يزيلوا القمامة أو يمشطوا الأشجار، برضه مفيش فايدة".
أصحاب المنازل المجاورة لجامعة القاهرة ربما يكونوا أفضل حالًا من أصحاب الأكشاك والباعة الجائلين، إذ طالبتهم قوات الأمن بإغلاق الأكشاك تحسبًا لأي طارئ، من بينهم أشرف عبدالعزيز، البائع الجائل في محيط جامعة القاهرة الذي استقبل يومه بتعليمات مشددة "مفيش بيع النهاردة"، العبارة التي أثارت غضب الشاب الثلاثيني ليستعلم عن أسبابها "إجراء احترازي لزيارة الرئيس"، لكن دوام الحال من المحال، "رجعت ريمة لعادتها القديمة، صناديق الزبالة شالوها من الشوارع، والأمن انسحب".
اللواء رفعت عبدالحميد، خبير الأمن والعلوم الجنائية، أكد أن تأمين الرؤساء والملوك يلزمه خطط غير ثابتة ومتجددة طبقًا لما يسمى بالملائمة الأمنية الواقعية، "طبقًا لأهمية الشخصية الزائرة أو الحدث الواقع لمكان يتم رسم خطط التأمين"، الالتزامات الأمنية توضع أيضًا وفقًا للتوقعات والاحتمالات، يستحيل أن يتم تكثيف الأمن طول العام على مساحة مليون و1930 مترًا مربعًا، وخاصة في ظل وجود أماكن يصعب على الأمن اقتحامها لعدم جاهزيتها، لافتًا إلى أن أي خطط أمنية مهما بلغت تطورها لن تستطيع أن تتصدى للإرهاب المُباغت، على حد قوله.