كلنا «اللمبى 8 جيجا»
نشاهد بين الحين والآخر فيلم «اللمبى 8 جيجا» للفنان محمد سعد، وفكرته تدور عن شاب بسيط يعيش مع زوجته يتمنى أن يصبح محامياً و«يطلع كارنيه» لممارسة المحاماة، وفى يوم يحدث له حادث فيستغل دكتور هذا الحادث ويزرع شريحة ذاكرة فى ذراعه ويحمل عليها ما يريد من المعلومات، وهذه الشريحة يتم التحكم بها فى ذاكرته وبسبب تحميل ما يفيده فى عمله يتم مسح ذكرياته القديمة مع الأهل والأصدقاء والأحباب ويتخلى عن مبادئه وضميره، ونجح «اللمبى» فى الوصول لأحلامه وعندما «استندل» مع الدكتور صاحب الاختراع قام الدكتور بالانتقام منه وحمّل «فيروس» على الشريحة. والآن بعدما عرضت فكرة الفيلم لمن شاهدوه ومن لم يشاهدوه أريد أن أطرح سؤالاً مهماً: هل تمنيتم أن تكونوا مكان «اللمبى»؛ توضع لكم شريحة تجعلكم عباقرة فمنكم من يصبح عالم ذرة أو رائد فضاء أو خبيراً اقتصادياً أو عالم آثار أو أستاذاً جامعياً كبيراً أو مؤرخاً فنياً أو أستاذ تاريخ؟
كل هذه الأحلام تحتاج لسنوات طويلة ومجهود كبير لتحقيق حلم واحد منها فقط ولكن بعد زرع الشريحة؛ فبالضغط على زر واحد فقط سيحقق كل شاب أحلامه وطموحاته دون تعب وبحث وعناء، وفى وقتنا هذا ما يساعد على هذه الثقافة: المسابقات التى تذاع على شاشات التلفاز وبرسالة واحدة أو مكالمة تليفون من الممكن أن تصبح غنياً وسوف تلغى من قاموس حياتنا كلمات النجاح والطموح والإصرار والعزيمة والاجتهاد.
إياكم والاستسهال؛ فما أحلى الإحساس بالتعب من أجل الوصول لتحقيق أحلامك.