سلاح جديد لقتل الأبرياء.. "داعش" يستدعي "العقارب" من الماضي
يجدد الإرهابيون في ارتكاب جرائمهم، ويجمعون الحديث والقديم من الأسلحة لسفك دماء آلاف الأبرياء، يهجِّرون الأهالي من بيوتهم، ولا يفلت من إرهابهم الأسود طفلًا أو امرأة، يبحثون عن أبشع الطرق لبث الرعب في قلوب ضحاياهم.
سيارات مفخخة، وذبح بالسكين، وقنابل، ومدافع، ورشاشات.. أساليب مختلفة تتبعها ميليشيات تنظيم "داعش"، في قتل الأبرياء من المدنيين في سوريا والعراق، إلى أن وصل الأمر مؤخرًا لاستخدام "قنابل العقارب".
قنابل العقارب.. تكتيك قديم استحدثه تنظيم "داعش"، حيث كان يستخدمه العراقيون قديمًا في حربهم ضد الإمبراطورية الرومانية، عام 198 ميلاديًا، وجاء اليوم لينقلب السحر على الساحر، حيث تضع ميليشيات التنظيم تلك القنابل على مجموعة متنوعة من العقارب، وتنفجر في المدن والقرى، وتنشر الرعب بين المدنيين الأبرياء.
ويقول الخبير العسكري هاميش دي بريتون، الرئيس السابق لشعبة الأسلحة الكيميائية والبيولوجية بالجيش البريطاني وحلف شمال الأطلسي، لصحيفة "ميرور" البريطانية: "إنه الجنون بعينه، داعش يستحدث أجهزة بدائية لزرع الرعب".
وأضاف: "العقارب قويّة، حتى لو تم إطلاقها لبضعة أميال، وعندما تنتشر الآلاف من تلك المخلوقات تبدأ الزحف في كل مكان، وتثير حالة من الهلع".
وأوضح أن بعض تلك العقارب سامة، لكن الغالبية العظمى منها تهدف إلى خلق الرعب والفزع في نفوس المواطنين فحسب، حيث تطلق بصفة أساسية في المناطق السكنية المدنية في شمال البلاد.
وفي معاركه ضد "أعدائه" لا يتوقف "داعش" عن ابتكار أساليب جديدة، وأسلحة متطورة للفتك بمن يعاديهم سواء كان مدنيًا أو عسكريًا، حسبما يرى صبرة القاسمي، الجهادي السابق ومنسق الجبهة الوسطية، والذي يؤكد أن "قنابل العقارب" هي حلقة من مسلسل تطور الأسلحة والتكتيكات لداعش في معاركه.
يضيف القاسمي، لـ"الوطن"، أن تاريخ الجماعات التكفيرية لتطوير أسلحتها والحصول على قنابل فتاكة محرمة دوليًا يرجع إلى عام 1989 عندما حاول الجهاديون في أفغانستان الحصول على قنابل كيماوية، ومن ثم تصنيع هذا النوع من القنابل، إلا أنهم فشلوا في ذلك، تلتها محاولة أخرى في العراق وسوريا بتصنيع عدد من القنابل الكيمياوية المحرمة دوليًا، وبحسب تقارير استخباراتية نجح تنظيم "داعش" في صنع هذه القنابل.
يواصل القاسمي حديثه عن محاولات فردية ارتكبها عدد من أفراد التنظيمات الإرهابية للحصول على أسلحة فوسفورية وأخرى نووية، وتهريب كميات كبيرة من اليورانيوم داخل سوريا والعراق، مشددًا على أن استراتيجية استخدام الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليًا ليست جديدة على التنظيمات الإرهابية.
وعن خطورة هذه القنبلة في المعارك ضد الجيش العراقي والمدنيين هناك، يعتبر القاسمي أن "داعش" يمتلك أسلحة أكثر فتكًا من هذه القنبلة بمراحل، فعقيدة مقاتليه تحثهم على الموت، بدلًا من حماية أنفسهم، وهم يستخدمون العمليات الانتحارية بكثافة، وهو سلاح خطير جدًا، بالإضافة إلى عدم وجود أدبيات للقتال عندهم وعدم احترام المواثيق الدولية في معاملة الأسرى، وكل هذه أسلحة تُعد أخطر من "قنابل العقارب".