«بشرى» توجه استغاثة للعالم: ارفعوا العقوبات.. الزلزال دمر كل شيء
نعاني الانقطاع المستمر للكهرباء.. وتفاقم الغلاء بسبب «قانون قيصر»
زلزال سوريا دمر الكثير من المبانى
جاءت كارثة الزلزال لتفاقم أوضاع السوريين سوءًا وتزيدها تعقيداً، فسنوات طويلة من الحرب دمرت الاقتصاد والمنازل وهجرت وقتلت وشردت، ثم يأتى الزلزال ليقوم بنفس الأمر.
ابنة سوريا: المواد الغذائية فى ارتفاع مستمر.. وانقلب الحال رأساً على عقب
بشرى إحدى المواطنات السوريات التى تشعر بمرارة ما حل ببلدها سواء فى سنوات الحرب والصراع الأهلى أو ما بعد الزلزال، تروى، لـ«الوطن»، جانباً من المعاناة التى يعيشها السوريون، فتقول إن الشعب السورى كله يعانى من مشكلتين رئيسيتين قبل الزلزال، أولاً مشكلة انقطاع الكهرباء بسبب الأزمة السورية، وبسبب الحرب أصبحت هناك محطات كهرباء خارج الخدمة نهائياً نتيجة الدمار الذى ضرب البلاد.
وأضافت: «وليت الأمر يتوقف على الحرب فقط والصراع المستمر منذ أكثر من 10 سنوات، بل جاء قانون قيصر الذى بموجبه وُقعت عقوبات اقتصادية على سوريا لتزيد المعاناة، فلا يسمح نهائياً بوصول أية معدات إلى سوريا، منها المعدات التى كان يمكن أن تستخدم فى إصلاح أو صيانة محطات الكهرباء المتوقفة، فلا توجد أدوات ولا مواد خام لعمل الصيانة».
وتقول «بشرى» إن الأمر الثانى الذى يعانى منه السوريون هو الغلاء، فالشعب السورى تحمل كثيراً، وكانت الأمور تسير إلى حد ما حتى مع الصراع والأزمة، لكن بعد تطبيق قانون قيصر أصبح هناك غلاء معيشة غير طبيعى، وأصبحت كل المواد الغذائية للأسف فى ارتفاع مستمر، بينما الليرة السورية فى انخفاض مستمر، وبالتالى تدهور مستمر، كل ذلك تغير تماماً وانقلب الحال رأساً على عقب بسبب قانون قيصر، ولم يعد هناك كثير من المنتجات التى كانت متوافرة من قبل مثل الأدوية والأغذية.
وتقول بشرى: «إذا كان هذا هو الوضع قبل الزلزال فماذا بعده؟، تخيلوا»، وتوضح أنه «بعد الزلزال أصبح الوضع صعباً للغاية، خصوصاً مع ما طال المناطق المتضررة من دمار شامل».
وتشير إلى أنه وقت وقوع الزلزال تم إرسال جميع معدات الإطفاء من دمشق إلى شمال سوريا للمساعدة فى أعمال الإنقاذ، ولو لا قدر الله كان حدث طارئ فى العاصمة لدُمرت بالكامل، ولما كانت هناك إمكانية للتعامل مع أى أمر طارئ، لأن كل معدات الإطفاء توجهت للشمال، وتتساءل: «كيف يمكن للحياة أن تستقيم هكذا، لهذا ناشد المسئولون المجتمع الدولى ضرورة رفع العقوبات الدولية وتقديم المساعدة اللازمة».
وتشير السيدة السورية إلى أن أزمة انقطاع الكهرباء صعبة للغاية، فالكهرباء تنقطع لأكثر من 4 ساعات متواصلة وتأتى مثلاً ساعتين أو ساعة.
وفى ختام تصريحاتها لـ«الوطن» تقول بشرى إن ما حدث فى سوريا بعد الزلزال أكبر بكثير من مجرد ضحايا وخسائر فى الأرواح، وإنما دمار شامل، الزلزال دمر كل شىء، كل ما نريده كسوريين أن يتم رفع العقوبات الاقتصادية عن بلدنا، مؤكدة: «إذا تم رفع العقوبات الاقتصادية التى فُرضت علينا نتيجة قانون قيصر، فإن بلادنا قادرة على أن تعود مرة أخرى».
المفارقة كانت أن بشرى متزوجة من فلسطينى من أبناء قطاع غزة غادر القطاع للعيش فى سوريا بحثاً عن السلام والأمان من رصاص الاحتلال وضيق المعيشة، لكن صراع الحرب والزلزال لاحقاه هناك، بل إن له أقارب توفوا جراء الزلزال على الجانب الآخر من الحدود السورية فى تركيا والتى فعل بها أيضاً الزلزال ما فعل.
و«قانون قيصر» أقرته الولايات المتحدة الأمريكية بهدف محاصرة الحكومة السورية، بداعى ارتكاب جرائم ضد المدنيين، وتم تنفيذ القانون بداية من يونيو 2020، وكانت له انعكاسات كبيرة على الحياة فى سوريا، خصوصاً أنه يتضمن كثيراً من العقوبات ذات الطابع الاقتصادى، وستكون له انعكاسات معرقلة كذلك لعملية إعادة الإعمار فى سوريا.