مفتي الجمهورية: "سيأتي اليوم الذي يعود فيه الإسلام الصحيح إلى الصدارة"
ألقى الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، محاضرة في جامعة "ليدن" التي تعد أكبر وأقدم جامعة في هولندا، وذلك استمرارًا لفعاليات الجولة الأوروبية التي يقوم بها المفتي لتصحيح صورة اﻹسلام في الغرب، وحضر المحاضرة عدد كبير ما بين أكاديميين وطلبة.
وأكد المفتي، في محاضرته، أن الإسلام الوسطي المعتدل المتسامح الذي فتح مكة هو إسلام الرحمة الذي يهدف إلى استقرار المجتمعات، وليس إسلام الخوارج والمتطرفين والجماعات الطائفية، ولا إسلام داعش والنصرة، قائلًا: "سيأتي اليوم الذي يعود فيه هذا الإسلام الصحيح إلى الصدارة، حين تلتف الشعوب حول العلماء الوسطيين وترى فيهم الممثلين الحقيقيين للإسلام، ولن يكون ذلك إلا بعد أن تنكشف حقيقة كل ناعق باسم الإسلام، وبعد أن تنكشف للشعوب حقائق هذه التيارات والجماعات الطائفية المتطرفة".
وشدد مفتي الجمهورية على أنه لا يمكن أن يكون القتل والإرهاب نتاج للفهم السوي في أي دين، وإنما هما مظهرًا من مظاهر الفجور لدى أصحاب القلوب القاسية والنفوس المتغطرسة والفكر المشوه، مضيفًا أن "مصر قاطرة العرب وأكبر دولة عربية، هي دولة ذات ريادة وحضارة وتاريخ، ومن ثم فإن الواجب الذي تقوم به مصر لحماية الأمن القومي العربي والمنطقة ككل ليس دورًا ثانويًا ولا أمرًا اختياريًا تقوم به مصر، بل من أوجب الواجبات في الوقت الحاضر".
وأوضح المفتي في محاضرته، أن تجديد الخطاب الديني الذي دعا له الرئيس عبدالفتاح السيسي، يعني أن نأخذ من المصادر الأصيلة للتشريع الإسلامي ما يوافق كل عصر باختلاف جهاته الأربع "الزمان والمكان والأشخاص والأحوال"، بما يحقق مصلحة الإنسان في زمانه، مطالبًا بأن تتم عملية تجديد الخطاب الديني في إطار من منظومة القيم والأخلاق التي دعا إليها ورسخها الإسلام.
وأضاف أن العلم هو السلاح الذي استخدمه السابقون لكي يطوعوا السنن الكونية في بناء الحضارة وتشييدها، وما تركوه لنا اليوم من تطور حضاري يجعلنا ندرك أن العلم هو الأساس لكل هذا التطور والباعث الوحيد له، لأن من ملك زمام العلم ملك زمام الأمم، موضحًا أن العلم الذي يقصده ليس مقصورًا على شيء معين، بل مجالاته مفتوحة ومتسعة، وكل علم يؤدي إلى عبادة الله وعمارة الأرض واستخلافها هو علم نافع يرضي الله تعالى ورسوله، إذا توافر له الإخلاص والنية الصادقة والمخلصة.