فى قضية "البلاعات القاتلة".. ابحث عن الإهمال
قال خبراء فى مجال مياه الشرب والصرف الصحى إن المشكلة الرئيسية فى أزمة «البلاعات» التى التهمت عدداً من الأطفال فى الآونة الأخيرة ترجع إلى عدم الرقابة الدورية على الأحياء، وهناك حلول وضوابط يمكن تنفيذها على أرض الواقع، لتجنب سقوط المزيد من الضحايا.
أكد الدكتور يحيى كمال، أستاذ هندسة الرى والصرف بجامعة عين شمس، أن مشكلة البلاعات فى مصر تعود إلى عدم حصر البلاعات المسروقة، فضلاً عن عدم وجود رقابة قوية ودورية، موضحاً أن الأزمة موجودة فى جميع بلدان العالم، لكن الرقابة الشديدة تمنع تصاعد الأزمة، وقال إن هناك بعض الحلول التى يمكن تنفيذها من أجل تفادى هذه الأخطاء الجسيمة، فهناك على كل «بلاعة» رقم يعبر عن المنطقة التى تقع فيها والشارع وخط مواسير الصرف الخاص بها، كل ذلك يسهل على المتابعين تحديد أماكن البلاعات ومتابعتها من أجل توفير بدائل للغطاء المسروق. وأشار أستاذ الهندسة إلى ضرورة تغيير «الأقماع البلاستيك» أثناء عملية الإصلاح أو تطهير «البلاعات»، فعلى شركة الصرف استبدال الأقماع بأخرى من المتاريس مثل التى يضعها رجال المرور فى الشارع من أجل تفادى وقوع أى طفل داخل البلاعة، وقال: «كل ذلك من المؤكد أنه موجود بالفعل، لكن كلام على ورق فقط، لأنها ليست إحداثيات، فجميع هذه الحلول موجودة، ولا يتم تطبيقها على أرض الواقع». وأكد أن هناك علماً يسمى إدارة الأزمات الهندسية، ويعمل على جمع البيانات اللازمة عن كل المناطق، وعدد البلاعات الموجودة بها، ومتى تم إصلاحها، وعدد مرات الإصلاح، وكيفية تعامل الأهالى فى المنطقة مع الصرف، حتى يتم التحرك سريعاً لوضع الحل أثناء حدوث الأزمة، وقال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الرى، إن هناك إهمالاً جسيماً فى مشكلة «البلاعات»، يصل إلى جريمة القتل الخطأ، وهو ما يجب محاسبة المسئولين عنه، متسائلاً: «كيف يمكن أن يترك المسئولون بلاعة مفتوحة وهم يعرفون أنها خطر على الناس؟»، موضحاً أنه لو تمت محاسبة المسئولين فى المحليات عن ذلك الإهمال، فلن تتكرر مثل هذه الحوادث مرة أخرى. وقال «نادر» إنه انزعج من رد أحد المسئولين على الواقعة التى حدثت منذ يومين، والتى راح ضحيتها أحد الأطفال فى «أوسيم»، عندما وجّه المسئول الاتهام إلى الأم والأب بحجة أنهم تركوا طفلهم دون أن يحذروه من الاقتراب من البلاعة، قائلاً: «إزاى أوجّه اتهام للأم والأب، اللى هما المفروض عايشين فى بلد مؤسسات فيها أمان، ابنهم مش حيوان أليف هيتربط فى حبل ويمشوا بيه».