استراتيجيون: طهران حصلت على مكافأتها بإعلانها "دولة نووية"
أكد عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين أن اتفاق الدول الكبرى مع إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووى هو مكافأة لها على تنفيذ السياسات الأمريكية والغربية في المنطقة، واصفين الاتفاق بالإعلان الرسمي عن إقامة "دولة نووية" في طهران.
ووصف اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، اتفاق إيران مع الدول الكبرى "5 +1" بأنه نوع من المكافأة من الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الغرب لـ"نظام طهران" على الدور الذى تقوم به في المنطقة بما يحقق أهدافهم ويخدمهم في إطار إشعال الصراعات الطائفية، والمذهبية، ودعم قوى ضد أخرى ما يؤدى إلى التقسيم، وهو ما تريده واشنطن للمنطقة.
أضاف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، في تصريح لـ"الوطن": "خير دليل على ذلك حينما ننظر إلى حالة العراق وإيران فيما يتعلق بالبرنامج النووى؛ فالطرفان فكرا في استخدام القدرات النووية في ذات الوقت، إلا أن تعامل أمريكا مع كلاً منهما كان مختلفاً، ويعلم الجميع كيف تحركت أمريكا، وكيف واجهت الحال السيء الذى تعيشه بغداد حالياً، لكن الواقع على الرغم من الأحاديث الإعلامية المعادية لكل طرف والآخر أن إيران أصبحت دولة نووية على أرض الواقع، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك".
وأوضح العمدة أن طهران تحقق تعزيز حالة القلق في منطقة الشرق الأوسط، ودعمها لنظام الرئيس السورى بشار الأسد وللحوثيين في اليمن يعمل على تأجيج الصراع في المنطقة، ويجعل الجميع يتجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية بإعتبارها القوى العظمى عالمياً، بالإضافة إلى طلب تواجد قواتها أو مشاركتها في بعض المهام بما يخدم مصالح الهيمنة الأمريكية، وكذلك زيادة الطلب على حركة السلاح لتأمينه لتلك الدول، وهو ما لا ترغب الولايات المتحدة بالتأكيد في إيقافه.
وأشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إلى أن الظاهر للجميع من خلال التصريحات الإعلامية هو وجود خلاف في الرؤي والتوجهات بين الطرفين، لكن أمريكا سعيدة جداً بالموقف الإيرانى بشكل مستتر لم يظهر بعد؛ فنحن لا ننظر لما يظهر أو التصريحات الإعلامية لقيادات البلدين، ولكن لما يتحقق من نتائج على أرض الواقع.
واستطرد "لابد وأن يعلم القارئ أن التصريحات وما يظهر في العلن شيء.. وما يتم تحقيقه على الأرض شيء آخر؛ فكما يُقال (المصالح بتتصالح)؛ فإسرائيل تهدد مراراً وتكراراً بأنها ستضرب إيران؛ فلماذا لم تفعل ذلك إذا رغم امتلاكها القدرات الكاملة لفعل ذلك، والإجابة هنا أنها تحقق مصالحها، والأمر هنا أشبه بحديث أمريكا وإسرائيل أنهم ضد داعش رغم أنهم أقوى داعميها في الخفاء كما نعلم جميعاً".
من جانبه، قال اللواء أسامة همام، خبير الأمن القومي والعلوم الاستراتيجية، إن الاتفاق هدية من الولايات المتحدة والدول الكبرى إلى طهران بعدما نجحت في تجنيدها لتحقيق أهدافها ومصالحها في المنطقة.
وأضاف خبير الأمن القومي والعلوم الاستراتيجية، في تصريح لـ"الوطن"، أن الدول حين تعمد إلى تجنيد دول أخرى فأنها تتحدث معها عن أحلامها؛ فمثلاً تركيا تم تجنيدها عن وعدها بالانضمام للاتحاد الأوربي، وإيران بالملف النووي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية تعي تماماً أنهم يسيطرون عليهم، ويستطيعون إيقافهم في أى وقت يخرجون عما رسموه لهم.
وأوضح همام أن تجنيد واشنطن لإيران وتركيا وقطر يتضح للعيان في خروج "داعش" عام 2014 بحجم التمويل المالي والمعلوماتي والتقني لتحركهم والسيطرة بالمنطقة، بما يحقق المصالح الأمريكية الأجنبية فيها، واصفاً ما يحدث بإعطاء طهران مكافأة لتنفيذ الواجبات التي حددتها لها الإدارة الأمريكية من قبل.