صديق «القبطان الشهيد»: «بحَّار مانقدرش نعوضه»
صديق «القبطان الشهيد»: «بحَّار مانقدرش نعوضه»
القبطان الشهيد
لم يتخيل محمد داود، نائب رئيس أكاديمية النقل البحرى، أن تكون نهاية صديق حياته ومعلمه حسن الناضورى، أستاذ مادة الاتزان ومستشار رئيس أكاديمية النقل البحرى سابقاً، الموت محاطاً بمياه الأمطار التى أغرقت شوارع الإسكندرية بسبب سوء الحالة الجوية وإهمال المسئولين.
جمعهما «البحر» وفرقتهما «أمطار الإسكندرية»
صداقة «داود» و«الناضورى» بدأت قبل 33 عاماً، على سفينة واحدة وقف الضابط أمام معلمه لأول مرة، تعلم قيادة السفينة، وطريقة الوصول بها لبر الأمان، يقول محمد داود: «استشهد وهو فى الطريق لعمله بأكاديمية النقل البحرى، واحد غيره كان قرر ياخد إجازة وما يروحش شغله لكن رغم كل اللى بيحصل فى الشوارع نزل وحاول يدفع سيارته لأكثر من 3 ساعات، لكن المجهود مع السن مع الجو والمياه تسبب فى وفاته داخل سيارة الإسعاف، مات شهيداً وشجاعاً».
التدريس ظل يسرى فى دماء القبطان الذى لقى مصرعه، بعد خروجه على المعاش قبل 8 سنوات، الدفعة رقم 41 كانت آخر الدفعات التى كان يدرس لها هذا العام، يوضح «داود» الذى شارك على رأس الجنازة أمس: «جنازته كان فيها طلاب من كل الدفع، الصغيرين واللى بقوا أساتذة، كل الناس كانت فى وداع قبطان مش هيتعوض».
المواقف التى جمعت بين الصديقين متعددة، لكن «داود» يتذكر منها الأكثر تأثيراً فى نفسه، بعبارات يملأها الأسى والحزن يقول: «كان بيحب يصلى بينا الفجر على السفينة وكل الصلوات، كان خلطة من المتدين والفكاهى والمعلم، وطبعاً بحَّار شاطر.. يعنى نقدر نقول إنه كان كامل وخسارة لكل الأجيال اللى مش هتتلمذ على إيديه»، مضيفاً: «مش هنقدر نعوضه تانى».
الرجل الخمسينى يتذكّر بعض نصائح «القبطان حسن»، قائلاً: «كان بينصحنا بالاتزان، وتحمل المسئولية، والتكيُّف مع أى مشكلة تواجه أى حد فينا، كان دايماً يقول لا بد من التغلب على مشاكلكم بالإصرار والعزيمة والهدوء، كان مؤمناً بالله ومؤمناً بالحق». يبدى الرجل الخمسينى تأييده قرار قبول استقالة هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية: «دى أقل حاجة ممكن تتعمل بعد اللى حصل».