خبراء عرب: السعودية بعثت بـ«رسالة حاسمة» لإيران وحلفائها
خبراء عرب: السعودية بعثت بـ«رسالة حاسمة» لإيران وحلفائها
إيرانيون يشعلون النيران فى السفارة السعودية بطهران أحتجاجاً على إعدام «النمر» «أ. ف. ب»
أكد عدد من الخبراء والمحللين السياسيين العرب أن إعدام السعودية المرجع الشيعى السعودى نمر النمر سيدفع نحو مزيد من الصراع بين السعودية وإيران، كما أنه يأتى فى إطار عدد من القضايا الإقليمية المشتعلة بين الطرفين، فيما حذّر خبراء آخرون من إمكانية أن يكون تنفيذ الحكم له انعكاسات على الداخل السعودى خاصة فى مدينة القطيف.
«العجمى»: عصر الملك سلمان يعتمد على الحزم العسكرى والاقتصادى والقانونى.. و«المناعى»: «طهران» ستزيد من دعمها للحوثيين وحزب الله
واعتبر الدكتور ظاهر العجمى، المدير التنفيذى لمجموعة مراقبة الخليج، لـ«الوطن»، أن «ما قامت به المملكة من إجراءات قضائية يمثل رسالة ليست موجهة فقط إلى إيران، ولكن إلى حزب الله وسوريا وروسيا، وخاصة بعد اغتيال روسيا لعدد من القادة الميدانيين للمعارضة السورية»، مؤكداً أن ذلك سيؤدى إلى اشتعال حدة المواجهة بين الغريمين الإقليميين فى عدة جبهات. وأضاف «العجمى»: «عصر الملك سلمان هو عصر الحسم العسكرى والاقتصادى وبالأمس كان الحزم القانونى، ملك المملكة العربية الحازمة، يرفع شعار الحزم، وبما أن المملكة العربية السعودية تتبوأ قيادة دول مجلس التعاون، فهى ستحذو نفس الحذو».
وحول مضمون الرسالة التى تلقتها إيران من هذه التطورات، قال: «إيران تلقت رسالة تدل على حزم المملكة فى التعامل مع خصومها؛ لأنه كانت هناك اتصالات إيرانية مكثفة لإطلاق نمر النمر، وهذه الرسالة تتعدى إيران إلى رسائل إلى حزب الله وسوريا، وجزء منه كرد على مقتل زعيم جيش الإسلام زهران علوش الذى يعد من قادة المعارضة المدعومين من الخليج، وإيران وصلتها الرسالة أنها تتعامل مع نظام حازم، وأتوقع أن تحذو حذوها بقية دول الخليج فى هذا الصدد». واعتبر «العجمى» أن رد الفعل الإيرانى كان متوقعاً، مضيفاً: «كان هناك ردود فعل لم تتعدَّ ما قام به صبية الحرس الثورى الذين يمارسون دبلوماسية اقتحام السفارات وينفذون أجندة وشكلاً من أشكال الدبلوماسية الإيرانية المتبعة منذ حادثة اقتحام السفارة الأمريكية بعد قيام الثورة الإيرانية وحتى الآن، كما أن الحملة الإعلامية التى بدأت فى الإعلام الإيرانى وبعض من الإعلام الغربى كانت متوقعة ولن تكون حملات مؤثرة، والسعودية توقعت هذه الأفعال».
وفيما يتعلق بتأثير التصعيد الحالى بين إيران والمملكة على الأزمة اليمنية قال: «فى اليمن هناك تحرك فى مرحلة إطلاق الصواريخ الباليستية على الأراضى السعودية، وهى مرحلة إيرانية بأطراف حوثية، ولكنها تعتبر صواريخ النَفَس الأخير، كما حدث مع صدام حسين خلال هزيمته فى حرب الخليج الثانية، والحوثى لن ينصاع إلا بالقوة، وهو يحاول الآن أن يجمع رصيداً من أجل الجولة المقبلة من المفاوضات فى يناير الحالى، ولا أتوقع حدوث تصعيد غير تقليدى، فإيران لديها وسائل محدودة ولن تؤثر على أمن الخليج، وليس من صالحها أن ترفع حدة المواجهة لأن هذا مرتبط بأسعار النفط والعديد من التوازنات الإقليمية والعالمية».
وقال إبراهيم المناعى، الوزير المفوض السابق فى مجلس التعاون الخليجى، إن تدخل إيران فى الشأن السعودى والعربى غير قانونى ومستنكر من حكومات وشعوب هذه الدول، معتبراً أن إيران تقحم نفسها، ليس خوفاً على الشيعة، ولكن للهيمنة على هذه الدول، وتستعمل الشيعة كذريعة و«كمسمار جحا»، وهو ما فعلوه فى العراق. وتابع «المناعى» لـ«الوطن»: «العدوان على السفارة السعودية فى إيران يعيد للأذهان عملية الرهائن الأمريكيين، فطهران تستعمل نفس الأسلوب بتحريض من القيادة الإيرانية وليس من الشعب الإيرانى، وهو ما يعنى مزيداً من التوتر فى العلاقات الدبلوماسية بين إيران والدول الخليجية.. والسعودية فى تنفيذها لسياستها لا تضع فى اعتبارها مواقف أى دولة فى العالم خلال عهد الملك سلمان الذى يتصف بالحزم، السعودية سوف تقطع رأس كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن دول الخليج، ولن تسمح بأن تضع إيران قدمها فى الجزيرة العربية». وحول تداعيات الأزمة اعتبر «المناعى» أن إيران ستزيد من دعمها للحوثيين وحزب الله ولن تتغير مواقفها ومشروعها، و«ستحرّض طابورها الخامس على الحرق والتخريب والشغب» على حد وصفه.
وتوقع النائب البحرينى السابق، الشيخ محمد خالد، أن تتجه إيران إلى زيادة دعم وتحريض ما سمّاهم «أذرعها وخلاياها النائمة فى الخليج»، وقال: «ما قامت به السعودية من حقها ونؤيدها فى هذه الخطوات، وهناك أقلية فقط بين المعدومين من الشيعة، فمعظمهم من المحسوبين على السنة». واعتبر «خالد» أن ما قامت به إيران من أعمال تحريضية وتخريبية أمر متوقع.
من جهته، قال الخبير فى شئون الشرق الأوسط، الدكتور طارق فهمى، إن «إعدام النمر فى ظل الأوضاع المتوترة داخل مدينة القطيف، يمهد لثورة شيعية فى دول الخليج، الأمر لن يقتصر على مسألة مهاجمة سفارة أو تصعيد بالكلام، وإنما سيصل إلى ما أبعد من ذلك بما يمس شرعية الأسرة الحاكمة فى السعودية، ومحاولة إضافة دولة فى القطيف تنضم إلى البحرين لتكوين دولة شيعية جديدة». وأضاف «فهمى»: «يرتبط هذا بوجود أكثر من ملف مواجهة للأسرة الحاكمة فى السعودية، من ذلك الأزمة فى اليمن والأزمة السورية والجماعات الشيعية المدعومة من إيران المنتشرة فى الخليج، وإلى جانب ذلك تنظيم القاعدة الذى هو الآخر يأخذ النهج الرافض للأسرة الحاكمة». وفى اتصال لـ«الوطن»، قال أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة اللبنانية وليد عربيد، إن «إعدام النمر يعد قراراً متسرعاً، لأنه يؤدى إلى مزيد من التغذية للصراع السعودى الإيرانى والصراع السنى الشيعى فى المنطقة». وأضاف: «كما أن الحادث ربما ستكون له انعكاساته على الداخل السعودى، خاصة فى القطيف التى تشهد احتجاجات ضد إعدام النمر، وربما تطالب بالانفصال».