«إذا قام أحد باختطافك وحاول اغتصابك ولم تستطع المقاومة.. فحاول أن تستمتع قدر الإمكان».
مع كامل اعتذارى للسادة القراء عن كل ما تحمله العبارة من خروج عن المعتاد والمألوف ومع قناعتى الكاملة أن من أطلق هذه العبارة من المؤكد أنه يعانى مشكلات نفسية كبيرة، لكن هذه العبارة تصف حال الشعب المصرى الآن؛ فنحن مختطفون ويتم الآن اغتصاب كل ما نملك من فكر ومال وقيمة وتاريخ، فهل يجب علينا أن نأخذ بالنصيحة التى وردت فى بداية هذه المقالة؟! هل نحاول أن نستمتع بحياتنا فى وسط كل هذا الطغيان الذى فرضه فصيل واحد استحوذ على حكم مصر وينظر لكل ما يحدث فى هذه الأرض دون أن يتحرك له ساكن؟ الآن نعانى حالة اغتصاب لكل ما نملك، وللأسف ليس لدينا القدرة على الاستمتاع، والسبب هو العجز الشديد الذى نعانيه؛ فكل شىء تغير: الشرطة فى الإنعاش والرئاسة تشاهد كل هذه المذابح عبر شاشات التليفزيون وكأنها تستمتع بمشاهدة أحد أفلام الأكشن على إحدى الفضائيات، لكن الفرق بين ما يحدث فى فيلم الأكشن وما يحدث فى مصر أن الذى يموت فى مصر بنى آدم بجد. هل تعلمون قيمة دم البنى آدم؟! سوف تحاسبون على تلك الأرواح وسوف تحاسبون على مصر التى ماتت إكلينيكيا وليس لها علاج داخل هذا البلد، وأصبح الحل الوحيد أن تسافر مصر للعلاج فى الخارج، وأنا متأكد أن العلاج أصبح ليس فى يد من يحكمون، بل هو فى يد من خططوا ودبروا لكل ما يحدث الآن؛ فعلاج مصر فى الدولة التى تتحكم فى أى شىء وكل شىء، يعنى الحل والعلاج فى يد «ماما أمريكا» وليس فى يد من ينفذ الأوامر والتكليفات؛ فالقرار قرار أوباما فقط لا قرار مرسى ومن حوله من الكوادر غير المؤهلة.
صدقونى أنا مش قصدى أكون دمّى تقيل ولا أقول كلام كبير، بس بجد حرام لما الواحد يشوف بلده بتضيع قدام عينيه ومش عارف يعمل إيه ويشوف مصير بلده فى إيد بلد غريبة، يا ناس دى مصر، اللى عدى عليها كتير أوى وما حدش قدر يعمل فيها كده.. تخيلوا إن كل اللى حاول يحرقها من برّاها فشل، واللى من جواها نجح! نجح يوقع بين أهلها! نجح يعمل فتنة جواها بين مسلم ومسيحى، بين ظابط ومواطن وبين مواطن ومواطن! انسوا يا إخوان مصر بلد المصريين للمصريين اللى بجد هيقفولكوا ويقولولكوا لأ، ومش هتمشونا على مزاجكم ولو هنتقسم هنبقى مصريين قصاد إخوان، ولو رجعنا للتاريخ هنعرف إن النتيجة محسومة والمنتصر همَّ المصريين اللى هيعالجوا بلدهم من الطاعون والمرض اللى صابها وهيوقفوها على رجليها اللى بيها هتدوس على كل من كان سبب فى مرضها.
(إلى كل من كان سببا فى تشتيتنا وتفتيت قوتنا لمصلحة فرد أو جماعة لن تغتصبوا مصر ولن نستمتع إلا بعد رحيلكم).