حملة لإصدار رقم قومى لـ 4 ملايين مصرية
بخطى واثقة سارت نحو الصندوق باعتبارها مواطنة مصرية لها حق اختيار رئيسها، توجهت إلى اللجنة المجاورة لبيتها حاملة فى يديها شهادة ميلادها، قدمتها للضابط الذى يجمع البطاقات معتقدة أن شهادة الميلاد ستمنح لصوتها قوة النفاذ إلى الصندوق، لكن الصدمة أعادتها إلى بيتها وهى تردد: «التصويت بالبطاقة يا ست.. روحى طلعى الرقم القومى».
أكثر من 4 ملايين امرأة لديهن شهادات ميلاد، لكنهن لم يصدرن بطاقات الرقم القومى لأسباب عدة، منها الجهل والفقر، مما دفع عدداً من المنظمات، مثل هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى ووزارة التنمية الإدارية والصندوق الاجتماعى للتنمية لتبنى مبادرة «بطاقتك حقوقك».
الحملة تهدف إلى الوصول للسيدات فى 4 محافظات، هى: القليوبية والغربية والمنيا وأسيوط، باعتبارها الأعلى فى نسبة السيدات اللائى لا يمتلكن بطاقات رقم قومى.. بدأت الحملة أولى خطواتها بزيارات إقناع تولاها الشباب، حسب تأكيد «سالى ذهنى» إحدى المشاركات فى حملة «بطاقتكِ حقوقكِ». اتبع الشباب طريقة المنفعة فى الترويج لإصدار البطاقات: «طلعى البطاقة يا ست عشان تاخدى المعاش ويبقى لك تموين وعشان تقدمى فى حج القرعة». لم يبدأ الشباب بالحقوق السياسية باعتبارها «آخر ما تفكر فيه هذه النوعية من النساء». تضيف سالى: «فوجئنا برد الفعل الإيجابى من السيدات اللائى أقبلن بشكل كبير على إصدار البطاقات. والغريب أن أكثر من حرصن على الاستفادة من المبادرة هن العجائز اللائى تخطين السبعين عاماً، خاصة أن استخراج البطاقة مجانى بشكل كامل».
لم يخلُ الأمر من مفارقات، تحكيها سالى: «واحدة راحت تعمل البطاقة، معرفتش تسيب المعيز بتوعها فين، راحت واخداهم معاها ووقفوا زيها فى الطابور، ولما نادوا على اسمها سابتهم بره مع واحدة وقعدت توصيها عليهم».