مقاومة الإخوان فكرياً أهم بكثير من مقاومتهم أمنياً، وقد حدث خلال حكم الإخوان تزييف وعى وغسيل مخ وتشويه عقل ووجدان وصل إلى حد الجريمة، ومن أخطر الملفات التى طالتها هذه الجرائم ملف صحة المصريين، فقد انتشرت فى مصر مراكز الحجامة انتشاراً سرطانياً بتشجيع ومباركة من الإخوان والسلفيين وصارت تلك المراكز فى المساجد والزوايا وتحت بير السلم مصدراً للبزنس وصار يمارسها شيوخ متاجرون وأطباء عاطلون وأصحاب مستوصفات نصابون وكل من هب ودب، وبالطبع أحجمت النقابة الإخوانية عن ملاحقة هؤلاء وتغاضت وزارة الصحة وطنشت خوفاً ورعباً من الإخوان والسلفيين وأحياناً تواطؤاً من طابور الإخوان الخامس الذى زرعه الإخوان داخل الوزارة وتناست أن ما يحدث فى مراكز الحجامة لا يوافق عليه قانون النقابة ولا ميثاق الشرف ولا القسم الذى أقسمه الأطباء ولا لوائح وزارة الصحة، وللأسف نشرت «الأهرام» تحقيقاً منحت فيه الفرصة لكلام لا يمت للعلم بصلة عن فضل الحجامة الطبى وأتحدى الأطباء المروجين لهذه الممارسة أن يقدموا لنا بحثاً علمياً منشوراً فى مجلة علمية محكمة يؤيد مزاعمهم الوهمية، فالحجامة كانت علاجاً طبياً مورس فى عصر النبى عليه الصلاة والسلام مثله مثل ممارسات كثيرة دخلت متحف التاريخ وصارت فلكلوراً، وقد وضع الرسول قاعدة: أنتم أعلم بشئون دنياكم للتعامل مع المستجدات الطبية وغيرها من شئون الدنيا ولو كان الرسول بيننا وشاهد التقدم الطبى المذهل ومنهجه القائم على الدليل، لكان من المؤكد قد هجر الحجامة ولجأ إلى الطب الحديث وأدواته، فلا يخدعنكم أحد أو يفزعكم بكلمة الطب النبوى، فتتخيلوا أن الحجامة ركن إسلامى أو فريضة سادسة، وأرجو لكل ذى عقل ولكل طبيب أن يقرأ هذا الكلام المنشور فى عدد الأهرام أمس الأول الجمعة ليحكم بنفسه:
يقول د أمير صالح، رئيس الجمعية الأمريكية للعلوم التقليدية بشيكاغو وهى جمعية لم أسمع عنها من قبل ولم يتشرف طبيب مصرى بقراءة قصاصة من قصاصات علمها الغزير، ولكن د. أمير أدرى وأعلم ويقول: «النبى ذكر علاج الحجامة فى 79 حديثاً صحيحاً، «خير ماتداويتم به الحجامة» وجاء كلامه مطابقاً لما جاء فى العلم الحديث والذى أثبت من خلاله أحد العلماء الأمريكان أن شرطة المحجم لها أثر كبير فى تخفيف الألم لمواجهة فيروسات الإيدز وفيروسC وعلاج القدم السكرى وتنميل الأطراف وخلل إفراز الغدد وعلاج الآلام المزمنة مجهولة السبب والعديد من حالات الخلل الكيميائى فى المخ والتى ينتح عنها أمراض نفسية كالاكتئاب والقلق بجانب العلاج السلوكى ودعم الأسرة بالإضافة إلى علاج الروماتيزم والإمساك المزمن وأمراض القلب والدوالى والأمراض الجلدية والعقم والسمنة والنحافة والصداع النصفى والجيوب الأنفية وضمور خلايا المخ»، وأعتقد أن د. أمير نسى فى معرض حديثه عن فوائد الحجامة التى تعالج كل الأمراض التى عرفتها البشرية أن ينادى بإغلاق كليات الطب والاكتفاء بتدريس الحجامة التى تعالج حتى الشىء وضده!!، ويستكمل رئيس جمعية شيكاغو أن الحجامة لها توقيت وأشار إلى أن «للحجامة أياماً يفضل عملها فيها وهى21،19،17 من الشهر العربى كما يوصى بيومى الاثنين والخميس ويفضل أن تكون على الريق أو بعد الأكل لمدة لا تقل عن ساعتين ويجب الراحة بعد عملها على الأقل بساعة وعدم إجراء أى مجهود وفى حالة الشعور بارتفاع فى الحرارة يجب ألا تزيد على درجة ونصف، بالإضافة إلى عدم تعجل النتيجة لأنه يجب إجراؤها على الأقل5 مرات»!!، ولم يتوصل عقلى القاصر حتى هذه اللحظة ما علاقة هذه المواقيت القمرية والاثنين والخميس بجدوى علاج الحجامة!!، أما ما قاله دكتور مصلح الأستاذ بقناة السويس، فهو العجب العجاب، فقد قال عن علاج الروماتيزم بالحجامة: «علاج الروماتيزم باستخدام الحجامة من خلال وضع الكأس على مكان ينشط الدورة الدموية ويصل إلى العروق غير المستخدمة (الاحتياطية) التى لا يدخل فيها الدم ومع شفط الجلد يتم تعبئة العروق بالدم حيث ترشح مواد الأندورفين التى ثبت أنها مادة طبيعية يفرزها الجسم وهذا يدل على أن الحجامة تقوم بدور فعال فى تنشيط الدورة الدموية كلها، كما يساعد على نقل كمية من الدم إلى المنطقة تحت سطح الجلد وبالتالى ينقص حجمه فى الدورة الدموية والأوعية المركزية وعندما يقل حجم الدم يزيد من عدد ضربات القلب ويحاول الجسم الحصول على سوائل للأوعية الدموية لتعويض النقص وعلى المدى الطويل وبسبب إخراج الدم بعد التشرط يصبح هناك نقص فى كرات الدم الحمراء يعوض النخاع العظمى ويبدأ فى تصنيع الكرات وتزيد الدورة»!!.
ومع احترامى الكامل لشخص وشهادة قائل هذا الكلام أراهنه أن يقدم لى ولو بحثاً من كوكب زحل يؤكد هذا التهريج العلمى الذى لا سند له، أرجوكم كفى إهانة للدين وإقحامه فى البزنس والنصب والدجل، الدين أسمى وأقدس من تحويله إلى سبوبة لطبيب فاشل أو داعية سمسار.