قيادات حزبية: متفقون على أهمية «الاندماج».. مختلفون على المصالح والمناصب.. والأحزاب «الورقية» تربك المشهد
مؤتمر سابق لحزب «الوفد»
تحديات كثيرة تواجه دعوات اندماج الأحزاب ذات الفكر المشترك ولم شملها فى كيان واحد؛ أملاً فى زيادة قوتها وإبراز دورها فى الحياة السياسية، إلا أن الخلافات الداخلية تهدد كل هذه المحاولات، ولكن رغم مشاكل التشرذم والضعف يبقى الأمل فى إحياء الحياة الحزبية متوقفاً على نجاح محاولات الاندماج التى تبذل ويباركها أغلب الأحزاب ويأملون فى أن تسفر عن إعلان بالتوحد وكسر حاجز الأطماع السياسية والمصلحة الشخصية التى تسيطر على المشهد.
فى البداية قال ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد للشئون البرلمانية السياسية، إن دمج الأحزاب التى تحمل مرجعية وأيديولوجية واحدة سيؤدى إلى إحياء الحياة السياسية وإفراز العديد من القيادات الحزبية القادرة على المشاركة فى قيادة الدولة، منوهاً بأنه يوجد فى مصر نحو 100 حزب بعضها عدد أفراده لا يتجاوز 10 أفراد فقط، والشارع لا يعرف إلا أسماء 5 أحزاب فقط والباقى ليس له أى وجود أو تأثير، وأضاف «قورة» لـ«الوطن»، أن عدد الأحزاب الممثلة فى البرلمان لا يتجاوز 20 حزباً، ويجب أن تندمج فيها الأحزاب التى لا تمتلك أى عضوية فى المجلس وأى دولة ديمقراطية فى العالم مثل أمريكا وإنجلترا وفرنسا لا يتجاوز عدد الأحزاب بها 5 أحزاب.
«الحركة الوطنية» و«مصر بلدى»: الخلافات على الرئاسة وراء فشلنا.. و«المؤتمر والحرية»: التضارب أنهى التجربة
وأكد حسام الخولى، نائب رئيس حزب الوفد، أن خطوة دمج الأحزاب مهمة حالياً والوقت مناسب للأحزاب التى لا تمتلك تمثيلاً فى البرلمان للاندماج مع الأحزاب الكبرى لتنشيطها وضمان المشاركة الجادة فى الحياة السياسية، مضيفاً أن هناك بوادر اندماج للأحزاب الاشتراكية، كما أن «الوفد» يتبنى فكرة توحيد الأحزاب المدنية التى تؤمن بالفكر الليبرالى تحت رايته. وأرجع «الخولى» فشل محاولات الاندماج إلى أن معظم الأحزاب الضعيفة لا تملك قواعد شعبية فى الشارع وتمول من قبل شخص واحد صاحب القرار داخلها ولذا ستكون فكرة الاستحواذ على المنصب إشكالية كبيرة تقف أمام عملية الدمج.
وقال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن دمج الأحزاب ضرورى وعلينا الآن دراسة التجارب الحزبية فى الدول الديمقراطية لمعرفة دور الأحزاب الحقيقى، لأننا فى مصر خلال الـ5 سنوات الماضية عِشنا تجربة حزبية أثبتت أن كثرة الأحزاب لا يمكن أن تخلق مناخاً جيداً للعمل السياسى، كما أن الشارع ليس لديه ثقة فى الأحزاب.
وأوضح «خليل» أن «هناك أكثر من 100 حزب ويجب أن تندمج الأحزاب ذات الفكر والأيديولوجية المشتركة حتى تقتصر الحياة الحزبية على حزبين على الأكثر، ونحن فى «المصريين الأحرار» نرحب بالاندماج ولنا تجربة عندما اندمج حزب الجبهة الديمقراطى معنا، وبالتالى فإجراءات الاندماج تنص عليها لائحة الحزب لدينا».
«العدل» و«المصرى الديمقراطى»: لم نتمكن من تكوين موقف مشترك تجاه إدارة الحزب.. و«الوفد»: مستعدون لتوحيد الأحزاب الليبرالية تحت رايتنا
من جانبه رحب أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، بفكرة دمج الأحزاب، مؤكداً أن هذه فرصة ذهبية لتنشيط الحياة السياسية وخاصة أننا مُقبلون على انتخابات المجالس المحلية، وأضاف «رشاد» أن قانون الأحزاب الحالى يقف عائقاً أمام عمل الأحزاب ويحرمنا من التمويل ويجب تعديله بما يسمح للأحزاب بالعمل لأن التمويل والموارد لا تأتى بسهولة.
وقال عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، إن الأحزاب بعد ثورة 25 يناير ظهرت بكثافة فى الحياة السياسية، ولكن لم نلمس أى تحرك لها على أرض الواقع، ودمج الأحزاب المشتركة فى الفكر والأيديولوجية سيقلص العدد بشكل كبير ويقوى الأحزاب الضعيفة، موضحاً أن هناك إشكالية كبيرة فى هذه العملية وعلينا الاعتراف بأن هناك أحزاباً من «ورق» ولا تمتلك شيئاً.
وأكد الدكتور أحمد بيومى، رئيس حزب الدستور، أنه أصبح من الضرورى تعديل الضوابط الخاصة بتأسيس الأحزاب لأن من أسباب ضعف الحياة السياسية غياب حزب قوى عن الساحة، واستحواذ المستقلين على أكثر من 300 مقعد فى مجلس النواب فى حين أن تمثيل أكبر حزب بالمجلس لا يتعدى 15% من مقاعده، مضيفاً أن اندماج الأحزاب ذات التوجه المشترك فى كيانات قوية سيمكنها من أن تصبح مؤثرة بقوة فى الحياة السياسية، ولكن هناك معوقات تضرب كل الطرق التى تؤدى إلى هذا الاتجاه منها عدم وجود حرية التنوع داخل الحزب الواحد، ومشاكل التمويل، وتمسك البعض بالمناصب، لذا فاندماج الأحزاب يجب أن يكون وفق ضوابط معينة، وهى ألا يكون أحدها عبئاً على الآخر، بمعنى أن تكون مكمّلة لبعضها، من حيث الإمكانات المادية والمقرات.
وقال معصوم مرزوق، القيادى بحزب تيار الكرامة، إن تحالف التيار الديمقراطى بذل مجهوداً كبيراً فى سبيل توحيد دمج كياناته من أحزاب ليبرالية وناصرية فى كيان واحد وهناك خطوات جادة اتخذت فى هذا المسار بدأت بدمج حزبى «الكرامة والتيار الشعبى» فى حزب تيار الكرامة. وأوضح محمد الغباشى، نائب رئيس حزب حماة الوطن، أن الدمج صعب تنفيذه ولكنه ضرورى لأن الطبيعى أن تكون هناك 5 أحزاب على الأكثر فى الحياة السياسية فى أى دولة ديمقراطية، فيما وصل عدد الأحزاب فى مصر نحو 104 أحزاب ممثل منهم 19 حزباً فقط بالبرلمان.
وأضاف «الغباشى» أن «خطوة الدمج ستقوى الأحزاب الضعيفة، التى عليها السعى بقوة للاندماج تحت مظلة الأحزاب الكبرى التى تشترك معها فى الرؤى والفكر كى يكون لها دور فى الحياة السياسية، لأن أغلبها لا يعمل شيئاً، ولكى يحدث الاندماج يتعين على الجميع التفكير فى المصلحة العليا والترفع عن المصالح الشخصية الضيقة أو المناصب الحزبية».
ومن جانبه أكد محمد أنور عصمت السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية، أن الوضع السياسى الحالى لا سبيل لإصلاحه إلا تقوية الأحزاب من خلال الاندماج، مضيفاً أن الساحة السياسية مليئة بالأحزاب، عدد كبير منها لا نعرف عنه شيئاً، وتابع «السادات» أنه يجب على الأحزاب الضعيفة الاندماج فى الأحزاب الكبرى حتى يصل عدد الأحزاب فى مصر على الأكثر إلى 10 أحزاب وهذه فرصة ذهبية لسد حالة الفراغ السياسى وجذب الشباب نحو المشاركة السياسية وإفراز كوادر جديدة.
وقال قدرى أبوحسين، رئيس حزب مصر بلدى، إن فكرة الدمج جيدة وخاصة أننا فى مشهد سياسى بائس وعلى الأحزاب السعى إليها لتقوية نفسها، منوهاً بأنه كان هناك محاولات للاندماج بين حزبى «الحركة الوطنية ومصر بلدى» ولكنها لم تنجح بسبب أمور تنظيمية.
وأضاف «أبوحسين» أن فكرة اندماج حزبه مع «الحركة الوطنية» كانت قبل الانتخابات البرلمانية الماضية، وفشلت بسبب بعض الخلافات حول رئاسة الحزب وتشكيل الهيئة العليا والقيادات بالمحافظات.
وكشف محمد موسى، عضو المكتب السياسى لحزب العدل، عن أنه كان هناك محاولات وجهود تُبذل للاندماج مع الحزب المصرى الديمقراطى، ولكنها لم تنجح بالرغم من التوافق الفكرى والتنسيق بين الحزبين أكثر من عامين، بسبب عدم تكوين موقف مشترك أو توجه عام بين الحزبين وبعض الأمور التنظيمية وخلافات بين القيادات على طريقة إدارة الحزب وتوقفت المفاوضات ولكن التنسيق ما زال موجوداً.
وأكد صلاح حسب الله، رئيس حزب الحرية، أن الحياة الحزبية فى مصر تحتاج إلى بعض الضوابط لأن هناك أحزاباً ضمن 104 أحزاب موجودة على الساحة، عاجزة عن الوجود فى الشارع، ولا تقدم شيئاً يذكر تجاه المجتمع.
وأضاف «حسب الله» أن دمج الأحزاب فى كيانات كبيرة سيمكنها من توحيد كلمتها فى مواجهة التحديات التى يمر بها الوطن وحل مشاكل الشارع برؤى ومقترحات قابلة للتنفيذ على أرض الواقع لإنقاذ الحياة السياسية من الحالة التى تعيشها، وتابع: «أنا أول حزب مستعد أن آخذ أى خطوة للخلف إذا تم توافق فكرى فى سبيل تحقيق هذه الخطوة والأهم تنفيذها».
وقال محمود العسقلانى، المتحدث باسم الحزب الناصرى، إن دمج الأحزاب فرصة تاريخية لأن توحيد الأحزاب ذات الفكر المشترك فى 5 أحزاب قوية يجعل تأثيرها كبيراً كما كان فى الثمانينات «الوفد والتجمع والناصرى والعمل والوطنى»، مؤكداً أن الحزب الناصرى ليس لديه مانع فى الاندماج مع أحزاب اليسار، وعلى الجميع أن ينحى الزعامات خلف مصلحة الوطن.