"أحلام" أمام لجنة الاستفتاء ممنوعة من التصويت: "بجري على 5 عيال.. و3 أمراض"
اختارت الرصيف لتجلس عليه، أو ربما إراحة جسدها، بعد السير على الأقدام بين صفوف الناخبين الذين أخلصوا نيتهم في الإدلاء بأصواتهم.. قريبة هي من الصناديق، لكنها بعيدة كل البعد عن لجنتها في منطقة الهرم.
داخل مدينة 6 أكتوبر وأمام لجان الوافدين، قررت السيدة الستينية الاستقرار، قابضة بيديها اليمنى على كيس بلاستيكي أسود، يحوى مجموعة من عبوات المناديل الورقية، في الوقت الذي تمسك بيُسراها ورقة مُغلفة عليها صورة بطاقتها، وتقرير طبي يُفيد بعجز شقيقها "أصله عمل حادثة قطر ورجليه اتقطِّعت".
"البحث عن صناع الخير" هو هدف "أحلام" لم تلق بالاستفتاء بالاً، إنما رغبت في أن تجد من يساعدها "يمكن يساعدوني بأي حاجة"، إلا أنها كما جاءت، ذهبت، لم تبع سوى مناديلها الورقية.
الأمراض تكالبت عليها "عندي ضغط وفيروس في الكبد" علاوة على آلام الغضروف التي لا تبرحها "عشان أعمل عملية واحدة لازم يكون معايا 20 ألف جنيه.. أجيب منين"، قبل أن تنسال دموعها على خديها التي أصابها القشف والجفاف من طول البقاء تحت آشعة الشمس: "عندي 5 عيال أكبرهم أرزقي يوم بيشتغل والباقي قاعد في البيت".
من منطقة كفر الجبل، جاءت "أحلام" بأحلام وجود شخص يساعدها، تنهمر دموعها بغزارة، عندما تسرد أن أسرتها المكونة من 6 أشخاص في غرفة واحدة، إلا أن أكثر ما يزيد آلامها "ساعات مش بنلاقي ناكل يا ابني".