خالد يوسف في معرض الكتاب: جيل الشباب الموجود حاليا "جيل مرعب"
أكد المخرج السينمائي خالد يوسف، أن تداعيات الأحداث السياسية تعتبر سببًا في ابتعاده عن إخراج أفلام سينمائية خلال السنوات التي أعقبت الثورة، موضحًا أن السياسة فرضت نفسها على الجميع طوال السنوات الماضية، ولم يكن من الممكن ترك الدولة تسقط في يد الإخوان.
وأضاف خالد يوسف، في ندوته التي عقدت في المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أمس، قائلاً: وأتذكر أنني قلت العام الماضي إن العام المقبل سيكون "بلا إخوان"، وحدث بالفعل ما توقعته.[FirstQuote]
أما عن السينما، فقال خالد يوسف "دائمًا ما تكون أفلامي من صميم الواقع المصري، ولا أستطيع أن أنفصل عن أحداثه، حتى وأنا أتحدث عن قصة حب، فلا أستطيع تركها، ولكن سرعة الأحداث والمتغيرات الكثيرة خلال الفترة الماضية، فرضت عليَّ أن أراجع كل الأفكار التي يمكن أن أصنع منها فيلمًا، فكلما هدأت الأوضاع في مصر، وأبدأ في إحدى الأفكار، واستقر على أنها ستكون موضوع فيلمي المقبل، إذا بي أجد الأحداث تتصاعد مرة أخرى، وأضطر إلى ترك مشاريعي السينمائية والعودة إلى معترك السياسة".
وتابع خالد: "وعندما أعود أجد نفسي مضطرًا إلى مراجعة الفكرة، التي كنت قد بدأت العمل عليها؛ لأن الواقع السياسي تجاوزها، ولن أبالغ إذا قلت إن أكثر من عشر أفكار سينمائية مرت بي خلال السنوات الثلاثة الماضية، وفي كل مرة يحدث تغيير على الساحة السياسية يتجاوزها".
وأضاف أنه طوال الثلاث سنوات الماضية "كنت في حيرة من أمري، ولا أزال في تلك الحيرة، لاسيما وأن الجمهور نفسه أصبح من الصعب إرضاؤه، أو التعرف على الاتجاه الذي يرضيه، والمتابع لهذا الجيل من الشباب الموجود حاليًا على الساحة، سيجد أنه جيل مختلف على كل المستويات؛ لأنه عاش تجربة ثرية جدًا خلال الثلاث سنوات الماضية، حتى إنني أقول إنه جيل مرعب، وسيكون مختلف عن كل الأجيال السابقة، وأنا على يقين أن هذا الجيل سيقود مصر إلى نهضة حقيقية".
وعن سبب ابتعاد خالد يوسف عن الكوميديا، رد قائلاً، إن "صناعة الفيلم الكوميدي من أصعب الأمور، لاسيما في ظل خفة دم المصريين التي لا يجاريها أي شعب آخر، وهو ما يجعل صناعة الفيلم الكوميدي في مصر من أصعب الأشياء".
وفي إجابة على سؤال عن دور الإخوان الفترة المقبلة، أوضح يوسف، أن "دورهم لاشك سيكون مختلفًا بعد إعلان الجماعة إرهابية، وهم كجماعة مأمورين من قِبل التنظيم الدولي الذي يسيطر على مقاليد الجماعة، ورأينا من قبل كيف أن فكرة الوطنية غائبة عن الفكر الإخواني، بحيث لا بأس عندهم من التنازل عن حدود الدولة سواء في الجنوب للسودان، أو في الغرب لليبيا، أو في سيناء إلى غزة، وكل هذا لغياب فكرة الوطنية، كما أنهم يؤمنون أن الجماعة وتنظيمها الدولي ستحكم العالم، فلا بأس أن تعيد تقسيم هذا العالم لأنها ستحكمه كله".[SecondQuote]
وفي سؤال آخر عن ترشح السيسي للرئاسة،وتصريح حمدين صباحي بأنه سينزل الانتخابات ضده، فأجاب خالد يوسف، إن "تصريحات حمدين صباحي فُهمت خطأً على أنه رافض لترشح السيسي للرئاسة، وأنه سيخوض الانتخابات انتصارًا لمبادئ الثورة، ولذلك رجعت إلى تصريحاته، واستمعت إليها جيدًا، فوجدته يؤكد أنه لن يترشح للرئاسة أمام السيسي، وفي رأيي أن حمدين بحرصه على مبادئ الثورة، وكذلك أنا ونحن جميعًا، سننتظر البرنامج الانتخابي للسيسي، والتي أؤكد أنه سيكون ترجمة لمبادئ الثورة".
وعن دور الشباب خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد عزوفهم عن المشاركة في الاستفتاء على الدستور المعدل، أضاف يوسف قائلًا، إن "الشباب ظُلم في تلك المعركة، فبداية أنا أول من قال إن الشباب لن يشارك في الاستفتاء، وكنت قد تابعت الاستفتاء على كل القنوات الفضائية، ولاحظت، بحكم خبرتي في قراءة الصورة المرئية، أن كل الوجوه التي رأيتها على الشاشات كانت لنساء وفئات عمرية تخطت سن الشباب، في كل المدن تقريبًا، بعكس الأرياف أو القرى، حيث أقبل الشباب فيها على الاستفتاء، وأعتقد أن عزوف الشباب عن المشاركة يرجع لاتهامات الخيانة التي لاحقتهم في الفترة الأخيرة، وإن كان بالفعل هناك من تآمر أو تلقى تمويلاً من الخارج، فإن قطاعًا كبيرًا من الشباب لم يكن له نصيب من كل تلك الأحداث، وتم تشويه الصورة بشكل جماعي".
وتابع، "أضف إلى ذلك أن الشباب رأوا أن هناك استقطابًا للتصويت لصالح الدستور بشكل كبير، أعاد إلى الأذهان ما كان يحدث في الأنظمة السابقة، وكل تلك الأمور تصب في خانة الاختلافات المشروعة، ولا غبار عليها، وأعتقد أن جزءًا كبيرًا منها صحيح، فعلى سبيل المثال، لا يمكن أن يكون أحمد دومة، وأنا أعرفه شخصيًّا، تلقى تمويلاً من الخارج، فهو لا يعرف اللغة الإنجليزية، وهو شاب ثوري، ومصري أصيل، فتح صدره للمخاطر دون خوف من أجل مصر، وأعتقد أن كثيرًا من تلك السلبيات سيتم تلافيها في الفترة المقبلة، وأنا على يقين أن الشباب سيشارك مرة أخرى في العملية السياسية، وستكون له إنجازات كبيرة ومشاركة حقيقية في النهضة المصرية، وهي نهضة حقيقية هذه المرة، وليست نهضة خيرت الشاطر".