أطفال "البيادة" و"الكفن".. براءة مهدرة في خدمة السياسة
![أطفال](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/198780_Large_20140129053716_18.jpg)
تمسك بأناملها الصغيرة بيادة وتضعها فوق رأسها، لا تعرف ما يشير إليه هذا، لكنها فقط نزلت لتستمتع بـ"خروجة" لعلها تجد فيها ما يشبع طفولتها، أشارت بأصابعها بعلامة النصر، يحيط بها أعلام من كل جانب، وصور للرئيس الراحل السادات مكتوب عليه بطل الحرب والسلام، وصورة للسيسي مكتوب عليه وسام الشرف.
وعدها والدها بفسحة العمر، كل ذنبها أنه خرج من بيته ليقف أمام أكاديمية الشرطة أثناء محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، لخدمة موقف سياسي يراه من وجهة نظره الأفضل.
أصبحت براءة الأطفال أداة سياسية، ودخلت لعبة السياسة بأقذر صورها، من كافة التيارات السياسية، لم يقتصر فقط على الإخوان في استغلالهم للأطفال للترويج لأفكارهم، عندما حملوا أكفان على أيديهم، في اعتصام رابعة العدوية، أشركوا الأطفال في أعمال ذات صبغة سياسية بالمخالفة لقانون الطفل (12/ 1996) المعدل بالقانون (126/ 2008) وقانون مكافحة الإتجار بالبشر (64/ 2010).[SecondImage]
أمل جودة، عضو ائتلاف حقوق الطفل سابقا، انتقدت مسلسل استغلال الأطفال في المشهد السياسي، من قبل التيارات السياسية المختلفة في التعبير عن توجهاتهم السياسية، مستنكرة عدم مراعاتهم تعرض أطفالهم لخطورة، في ظل الأجواء السياسية المضطربة التي نعيشها، وكثرة العمليات الإرهابية، التي كان من المتوقع حدوثها عند مقر المحاكمة.[ThirdImage]
وأكدت جودة، في تصريح لـ "الوطن"، أن ذلك مخالفا للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، الموقعة عليها مصر، التي تمنع استغلال الأطفال، لافتة إلى أن ذلك أصبح ظاهرة مجتمعية ولم تقتصر فقط على الإخوان، وإنما من كافة التيارات السياسية.