نقاد فنيون لـ"الوطن" عن لينين الرملي: عملة نادرة وسابق عصره
موريس: مدينون له بالكثير.. والشناوي: نصف قرن من الإبداع
لينين الرملي
انتهج أسلوب مختلف في الكتابة، وسار في طريق مغاير، ليغرد خارج السرب بكتابات تمحور أغلبها حول الإنسان، قضاياه ومشكلاته وعلاقته بالعالم وبمن حوله، ما جعل مؤلفاته تمس الجمهور، ليصير لينين الرملي واحدًا من أهم الكتاب مسرحيا وسينمائيا وتلفزيونيا.
وظهر اليوم الجمعة، افتقد الفن الكاتب المسرحي والسيناريست الكبير لينين الرملي، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الـ75 عاما، ليرحل عن عالمنا وتبقى أعماله التي شكلت علامات بارزة في تاريخ الفن.
لينين الرملي عبارة عن أكثر الكتاب نصف قرن من الإبداع، وفقًا لما قاله الناقد الفني طارق الشناوي، لافتًا إلى أنه كان كاتبًا متمكنًا من أدواته، يملك الحرفة، والمسرح عنده هو رقم واحد.
وأضاف "الشناوي"، لـ"الوطن:"، أن "لينين" نجح أيضًا في الأعمال التليفزيونية، وقدم روائع مثل "ميزو" و"هند والدكتور نعمان"، و"مبروك جالك ولد"، ومسرحيًا، من خلال "وجهة نظر وأهلا يا بكوات وسك على بناتك".
وعلى صعيد السينما، قدم الكاتب الراحل أعمال مهمة، أبرزها ثلاثية "بخيت وعديلة" مع عادل إمام، فيما كان "الإرهابي" بمثابة نقلة كبيرة له خاصة أنه استطاع من خلاله توصيل معنى عميق بمكافحة الفتنة الطائفية، لأن عائلة الإرهابي كانت مسيحية، على حد قول "الشناوي".
وأشار الناقد الفني، إلى أن أفلام "بخيت وعديلة والإرهابي"، عرضت في البداية على الفنان أحمد زكي، ولكنه طلب التعديل فيها وهو ما رفضه "الرملي"، لستند مهمة بطولتها بعد ذلك لعادل إمام الذي وافق عليها كما هي، وأصبحت من أهم الأفلام التي قدمها.
وأوضح أن ثنائيته مع الفنان محمد صبحي كانت رائعة، وعقب انفصالها، لم يستطع "نيلين" تنفيذ ما لديه من عمق فكري، وراهن بعد ذلك من خلال فرقه خاصة بها، كان الورقة الرابحة بها هو الفنان اشرف عبد الباقي، ولكنه لم يتمكن من تحقيق النجاح الذي حققه مع "صبحي".
وعن عدم نيله الشهرة التي يستحقها، أكد "الشناوي" أن تكوين شخصية "لينين" هو ما جعله بعيد عن الأضواء، حيث كان يتعمد العزوف عن التواجد الإعلامي، وترك أعماله هي من تتحدث عنه.
المؤلف الراحل كان من الكتاب الذين يتمتعوا بالشجاعة والجرأة في الكتابة، وفقًا لما قالته الناقدة الفنية ماجدة موريس، لافتة إلى أنه كان لديه مقدرة مرعبة على التعبير بالكلمة والسخرية.
وأضافت "موريس" لـ"الوطن"، أنه الكاتب الراحل كان مؤلفًا موهوبًا، يستطيع التعبير عن المشاكل المجتمعية ونقدها بشكل لائق ومهذب وبمقاييس الفن الرفيع من خلال الكوميديا، وهو ما يعد عملة نادرة في زمننا الحالي.
وأشارت الناقدة الفنية إلى أن مسيرته استمرت فترة طويلة في كل أنواع الفن، وخاصة فترة تعاونه مع الفنان محمد صبحي في فرقتهما التي قدما من خلالها أعمال جدية ونصوص هامة، وانجبت العديد من نجوم الساحة حاليًا مثل هاني رمزي ومنى زكي، كما أنه اقنع كمال الشناوي من خلال كتابته المميزة أن يقوم بالدور الكوميدي التليفزيوني الوحيد في مسيرته، فيما كانت بداية الفنانة فردوس عبد الحميد معه في مسلسل "ميزو".
وأوضحت أنه استطاع من خلال كتابته أن يطرح أسئلة من خلال فيلم "الإرهابي" لعادل إمام قبل 25 عاما، لا تزال مطروحة إلى الآن، من هو الإرهابي؟، وكيف يعيش؟، وما هي الزاوية التي يرى منها من حوله؟، ما يثبت أنه كان سابق لزمنه وعصره.
وتابعت "موريس": "المسرح والسينما والتليفزيون مدينون بالكثير للينين الرملي، لأنه أعطاهم العديد من الأعمال التي نراها دائمًا بنفس الدرجة من الشغف كونها ناقشت قضايا ما زالت قائمة إلى الآن".