من «مكى» إلى «جنينة».. «مرسى» يضع مفاصل الدولة فى قبضة قضاة الاستقلال
أثار تعيين الرئيس محمد مرسى لأغلب رموز تيار الاستقلال فى القضاء، فى قمة مؤسسات الدولة، من الحكومة والقضاء والمحليات إلى مؤسسة الرئاسة، وأخيرا الجهاز المركزى للمحاسبات باختيار المستشار هشام جنينة رئيسا له؛ جدلا واسعا حول الهدف من هذا الاختيار، بعد أن جاء بالمستشار أحمد مكى الملقب بـ«صقر التيار» وزيرا للعدل، والمستشار زغلول البلشى، أحد رموز التيار، مساعدا لإدارة التفتيش القضائى، ومن قبلهما المستشار حسام الغريانى رئيسا للجمعية التأسيسية للدستور، والذى ما كاد ينتهى من أعمالها حتى صدق الرئيس على قرار تعيينه رئيسا للمجلس القومى لحقوق الإنسان، واختيار المستشار حسن النجار رئيس نادى قضاة الزقازيق محافظا للشرقية، وفى الصدارة منهم المستشار محمود مكى الذى عينه «مرسى» نائبا وحيدا له.
ويرجع المستشار زغلول البلشى هذه الحفاوة الرسمية بتيار الاستقلال، لاقتراب الإخوان من قضاة التيار، وإدراكهم أنهم أصحاب فكر ونزاهة، ويسعون إلى استقلال القضاء وإعلاء مصلحة الوطن، وليس مصلحتهم الشخصية، فاستعانوا بهم فى مناصب تنفيذية لقدرتهم على القيادة والتغيير لمصلحة مصر.
فيما يرى المستشار رفعت السيد، رئيس نادى قضاة أسيوط السابق، أن ما يحدث ربما يهدف إلى تفريغ القضاء من قيادات تيار الاستقلال، ليصبح جسدا بلا روح ولا عقل، على حد قوله، وقال: «من جرى اختيارهم فى مناصب تنفيذية كانوا قيادات داخل التيار بالقضاء، بعكس المستشارين أحمد مكى وحسام الغريانى اللذين أحيلا للمعاش»، مشيرا إلى أن قضاة الاستقلال كانوا صداعا فى رأس النظام السابق، لمطالبتهم بإبعاد سطوة الحكومة والرئاسة عن القضاء، وربما يرى النظام الحالى أن وجودهم بالقضاء، سيثير مشاكل له فى المستقبل، فأراد أن يبعدهم عن طريقه، وأضاف: «لو كان النظام الحالى يريد الاستفادة منهم لولّاهم مناصب قضائية لا تنفيذية»، لافتا إلى أنه لا يمكنهم العودة إلى السلك القضائى بعد تركهم له.
ويرتبط قضاة تيار الاستقلال بعلاقة تاريخية قديمة مع جماعة الإخوان التى ينتمى إليها الرئيس، منذ كان نائبا فى برلمان 2005، ووقف مع نواب الجماعة الـ88 فى مظاهرة تأييد لقضاة الاستقلال، أثناء محاكمة اثنين من رموزهم، المستشارين محمود مكى وهشام البسطويسى. ويمثل القضاة الذين تولوا مناصب تنفيذية فى حكومة مرسى، نفس الوجوه التى تصدرت الوقفة الاحتجاجية لمساندة مكى والبسطويسى قبل 7 سنوات.