في زمن كورونا.. التبرع للقطاع الصحي أولى من حج وعمرة النافلة
الكعبة المشرفة - صورة أرشيفية
كشفت مصادر بوزارة السياحة لـ«الوطن» عن وضع تصور مبدئي للضوابط المصرية المنظمة لموسم العمرة لهذا العام، حيث تنتظر مصر صدور الضوابط السعودية الخاصة بالمرحلة الرابعة من العودة التدريجية لموسم العمرة والتي من المقرر أن تبدأ يناير المقبل حتى تستطيع أن تستكمل ضوابطها حول موسم العمرة.
من جانبه، نشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، فتوى له حول حكم الحج والعمرة في زمن فيروس كورونا، وهل الأولى قضاء العمرة أم التبرع لصالح القطاع الصحي، وذلك عبر موقع الأزهر الشريف، حيث أكد أن الحج ركن مفروض على المستطيع من المسلمين، وفقا لقول الله تعالي «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين».
وأضاف أنه في وقت البلاء ووقت المرض، فإن إكساب المعدوم، وإنقاذ المرضى، وإطعام الجوعى في زمان الوباء والفاقة، أولى وأفضل من حج النافلة وعمرتها؛ فللنوازل أحكامها، ولأزمنة الجوائح في شريعة الإسلام تفقه يناسبها؛ سيما إذا تعطلت التحركات من بلد لآخر بسبب خوف انتشار الوباء، كما هو الحال الآن في ظل خوف انتشار فيروس كورونا، ليس في بلاد الحرمين فحسب؛ بل في مختلف بلاد العالم.
وأوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن الفقهاء أكدوا على أولوية الصدقة على حج الفريضة إذا عمت البلوى، وازدادت الحاجة، وتعينت المواساة؛ إذ إن المواساة في أزمان الجوائح واجبة باتفاق الفقهاء، وحج الفريضة مختلف في وجوبه: هل هو على الفور أم على التراخي؛ فيقول الإمام الحطاب المالكي رحمه الله: «وأما في سنة المجاعة فتقدم الصدقة على حج التطوع، ويفهم منه أنها لا تقدم على الحج الفرض وهو كذلك على القول بالفور، وعلى القول بالتراخي فتقدم عليه، وهذا ما لم تتعين المواساة بأن يجد محتاجا يجب عليه مواساته بالقدر الذي يصرفه في حجه فيقدم ذلك على الحج لوجوبه فورا من غير خلاف والحج مختلف فيه».
تابع المركز: لا يخفى على أحد ما خلفه فيروس كورونا المستجد ووبائه من أزمات وتداعيات طالت جميع دول العالم وتأثر بها الأفراد على المستويات كافة، دينية كانت أو اجتماعية، أو علمية، أو اقتصادية، أو ثقافية، أو سياسية وأمنية، وما خلفته تدابير مواجهة هذا الوباء كمنع التجمعات، وحظر التحركات من إضعاف دخول كثير من الأفراد والأسر، الأمر الذي أدى إلى ازدياد حاجتها وفاقتها، وهذا فضلا عما يعانيه العالم أجمع من حاجة ماسة للمزيد من الأدوية، والمعدات والأدوات والأجهزة الطبية، وهي لا شك أمور تدعو الناس جميعا إلى الاصطفاف الوطني والاجتماعي، وتحتم على كل قادر أن يعين بماله أخاه في الإنسانية، وتوجب على المسلمين بشكل خاص أن يجعلوا أموال زكواتهم وصدقاتهم ونفقات حجهم وعمرتهم في هذه المصارف الضرورية الملحة.
تابع: من تصدق بالمال الذي أعده لحجته؛ فقد أدى بذلك صدقة من أعظم الصدقات، وأجر على نيته إن شاء الله؛ ومن ادخر مالا لنافلة حج أو عمرة ثم جعله في حاجة المرضى والفقراء، ومعونة المتضررين من الوباء؛ فقد حصل بالنية أجر الحج أو العمرة إن شاء الله تعالى؛ لقول سيدنا رسول الله«إذا مرض العبد، أو سافر، كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا».