"شريف" بائع الفواحات: "علموني شغلانة ومش عايز هدوم جديدة"
يقف بملابس جديدة ماركاتها عالمية، على بعد أمتار من إحدى محطات البنزين بمدينة الشيخ زايد، يبيع فواحات للسيارات منهم من يشتري ومنهم من لا يعيره اهتمامًا، رغم سنه الصغيرة إلا أن علامات الرجولة وتحمل المسؤولية تظهر عليه مبكرًا، فبسبب الملابس الجديدة التي منحتها له إحدى السيدات عندما كانت تموِّن بنزين لسيارتها، وجد "شريف" صعوبة في الحصول على فرصة عمل؛ ظنًا من البعض أنه لا يحتاج وأنه مجرد طفل صغير يلعب بعواطف الناس.
الصبي "شريف إبراهيم"، الذي لا يتعدى عمره 13 عامًا ويرعى والدته بعد وفاة والده بائع الفواحات، يؤمن بمثل صيني يقول "علمني الصيد وما تدنيش كل يوم سمكة"، ويقول هو: "علموني شغلانة أصرف بيها على والدتي وأعالجها ومش عايز هدوم جديدة".
يذهب "شريف" يوميًا من مسكنه بالمنيب إلى مدينة السادس من أكتوبر ليبيع الفواحات لأنه يعتقد أن سكان أكتوبر، حسب وصفه "ناس نظيفة وبيدوني أكتر من سعر الفواحة"، فيقول "في ست جابتلي هدوم جديدة تقدر بـ500 جنيه واتدهوملي واديتني 200 جنيه وقالت لي إديهم لمامتك"، سعادة يوسف لم تكتمل باللبس الجديد لأنه يجد من يشك فيه ولا يشتري منه ظنًا منهم أنه ليس محتاجًا، ويقول: "العيال في الشارع عندنا بيفتكروني فرفور لما بلبس اللبس ده".
شريف الذي يسكن في حجرة خشبية بمنطقة المنيب بالإيجار تعاني والدته من تليف في الكبد وتكاد تكون أيامها معدودة، ويتحمل المسؤولية بعد وفاة والده الذي كان يصنع ويبيع الفواحات للسيارات والمنازل والمحال، حسب قوله: "أنا كان نفسي أتعلم وأتخرج وأشتغل دكتور علشان أعالج أمي ومخليهاش محتاجة حاجة"، وأشار "شريف" إلى أنه لا يحتاج صدقة من أحد ولا يحب أن ينظر إليه الناس نظرة شفقة أو عطف.
يتمنى "شريف" أن تُعالج والدته على نفقة الدولة لأنها تعاني من "فيروس سي" على الكبد والذي اكتشفوه منذ 5 سنوات، حسب قوله، بعد ما كشفت عليها إحدى الجمعيات الأهلية بالمنطقة، فيقول "نفسي أتعلم صنعة أو شغلانة آكل منها عيش وأعالج أمي كل لما أروح محل أو مطعم يقولولي مابنشغلش أطفال"، حيرته جعلته يحمل المسؤولية في سن صغير، لم يكمل اللبس الجديد فرحته بالعيد، ولكن فرحته تكتمل عندما يحقق كل ما يتمناه.