مسجد «رابعة» مغلق فى ذكرى الفض.. «ممنوع الاقتراب أو التصوير»
هدوء يخيم على المكان حتى فى أوقات الصلاة، فراغ كبير لا يملأه سوى «البدل الميرى» السوداء، يرتديها جنود مصطفة على جانبى المسجد تحسباً لأى اعتداء من قبل أنصار الإخوان، حراسة مشددة تملأ المسجد من كافة الاتجاهات، فلا مجال للاقتراب أو التصوير، كما أبلغنا الضابط.. هكذا يبدو المشهد الخارجى من الجهة المقابلة لمسجد رابعة العدوية.
مسجد «رابعة»، الذى صار أحد أشهر مساجد العالم، واكتسب شهرته الواسعة من اعتصام الإخوان أمامه لمدة 48 يوماً، لرفضهم ما وصفوه بـ«الانقلاب العسكرى».
اكتسب المسجد الذى حوله الإخوان إلى قبلتهم شهرة واسعة، فقد كانوا يأتون إليه من كل حدب وصوب بأطياف مختلفة من البشر، يفترشون الطرق المؤدية إليه وأسفل العمارات المجاورة له، وكان الرجال والنساء يصفطون خلف إمامه لأداء الصلوات.. خيم عليه السكون منذ أن اتخذت الدولة قراراً بإغلاقه، وأصبح أثيراً لأصحاب «البدل الميرى» الذين يسيطرون على أركانه، ويمنعون الناس من الصلاة بداخله.
يزداد المشهد قتامة فى الذكرى الأولى لفض الاعتصام، فالمسجد خاوٍ من المصلين إلى إشعار آخر، والمارون أمامه ينظرون له بعيون مترقبة، وأفواه مكممة، فالكل يسأل ولا أحد يجيب، فما إن تسأل أحدهم عما رآه حتى يدير لك وجهه متمتماً بكلام لا تسمع منه سوى: «أنا ماليش دعوة، لا شفت ولا سمعت حاجة».[FirstQuote]
سكان المنطقة الذين بدوا وكأنهم لا يتذكرون شيئاً من هول ما رأوه، أو خشية مما سيرونه، باتوا وكأن على رؤوسهم الطير، فالمخبرون ينتشرون فى شوارع المنطقة لرصد أى حركة غريبة فى شوارع المنطقة، خوفاً من أى محاولات للتصعيد من جانب معسكر الإخوان فى الذكرى الأولى لفض الاعتصام.
تمر الذكرى الأولى لليوم الذى يحفر فى ثناياه ذكرى فض اعتصام «رابعة»، الرابع عشر من أغسطس، ولا يزال الخوف يسيطر على الميدان مخلفاً تساؤلات عديدة تبحث عمن يجيب عنها؛ فمتى يعود المسجد إلى سيرته الأولى ويجمع شمل من أراد اللجوء إلى الله مرة أخرى؟ ليظل لسان حال سكان ميدان «رابعة»: «نفتقد الجلوس فى رحابك العطرة، ولكن لا يمنعنا عنك سوى أسلحة وحراسة البدل الميرى».
«الجامع كان عامل زى مقلب الزبالة»، كما وصفه أحد العاملين بالمستشفى الملحق بمسجد رابعة العدوية: «كان عامل زى الكانون أو الفرن اللى بيعملوا فيه الأكل فى الأرياف.. لسه ماشفناهوش لغاية دلوقت، بس بيقولوا إن فيه تكييفات وكله بقى تمام».
وجود المعتصمين بكثافة فى أرجاء الميدان، جعل منه منطقة غير معلوم القاطن فيها من المعتصم، وكثرة الخيام بها جعلت تتبعك لأى معتصم أمراً صعباً للغاية، لكونك وببساطة لا تعلم «مين بيروح فين»!
حارس بنك مقابل لمسجد رابعة العدوية، وصف وجود قوات الأمن به طيلة الوقت بمثابة «قسم وقاعدين فيه»، مضيفاً أن «القوات المسلحة عملت على تطوير المستشفى الخاص بالمسجد من خلال إعادة طلائه»، مؤكداً عدم وجود اختلاف كبير، ولكن جهود الجيش فى تطوير المسجد والنافورة بات مشهداً جلياً ظهر أمام الجميع، بعد الخراب الكبير الذى ظهر على المكان عقب الفض.
مسجد «رابعة» مغلق فى ذكرى الفض