الأهالى تفرح بتعطيل الدراسة والتلاميذ «كله هيتراكم علينا»
بعد 8 ساعات من الانخراط فى يوم دراسى مُنهك وشاق، قرر «أحمد» أن يمر على صديقيه «أشرف» و«عبدالرحمن» داخل فصليهما استعداداً لرحلة الإياب إلى المنزل، دقائق معدودات حتى ساد الهرج والمرج محيط مجمع المدارس وسط مدينة العريش بعد انفجار عبوة ناسفة على مقربة منهم، لم يجد معها الصبية سوى الركض ناحية المسجد للاحتماء داخله من نيران الإرهاب.
الزملاء الثلاثة تعاهدوا على ألا يفترقوا أبداً مهما قست الظروف عليهم، أصوات الانفجار لم ترهب قلوبهم، نفس الحماسة التى جعلتهم يتحدون ذويهم برفض قرار منع ذهابهم إلى المدرسة خوفاً من أن يصيبهم مكروه، انخرطوا فى الاستذكار داخل المسجد حتى يحين موعد الحظر، بحسب أشرف، «مطلوب مننا مذاكرة كتير، والتيرم بقى مضغوط، وأحوال البلد لا تسر عدو ولا حبيب»، قالها التلميذ ابن الـ11 عاماً بصرامة، قبل أن يشاركه صديقه الرأى ذاته «لو هنخاف مش هنتعلم».
الإرهاب لم يمنع الصبية فى محافظة شمال سيناء الملتهبة من طلب العلم حتى وإن افترشوا مسجداً وسط أصوات القنابل والمتفجرات، بينما حل قرار تعطيل الدراسة عليهم مثل المصيبة، التى عبر عنها «عبدالرحمن» بمزيد من الحزن والأسى «أبويا فرحان بتعطيل الدراسة، لكن المناهج بتتراكم علينا ونضطر نذاكر بصورة مضاعفة، ذنبنا إيه؟، أكيد من حقنا نتعلم»، القرار لم يوقف طموح تلاميذ الصف الأول الإعدادى عن مواصلة الاستذكار، بحسب «أشرف»، مؤكداً إصراره على مذاكرة دروسه مستقبلاً لكن داخل المنزل «برضه هنذاكر وهننجح، وندخل كليات حلوة».