خطاب "نتنياهو" فى "الكونجرس" يثير الجدل.. "أوباما": لم يقدم بديلا
أثار خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، مساء أمس الأول، فى «الكونجرس» الأمريكى، الكثير من الجدل، وردود الفعل المتباينة. وعلق الرئيس الأمريكى باراك أوباما، مباشرة بعد الخطاب، موضحاً أن «لا جديد» فى الخطاب المثير للجدل الذى ألقاه «نتنياهو». وأضاف قائلاً من البيت الأبيض: «إن نتنياهو لم يقدم بديلاً قابلاً للتطبيق. لم نتوصل إلى اتفاق بعد، لكن إذا نجحنا فسيكون ذلك أفضل اتفاق ممكن مع إيران لمنعها من امتلاك سلاح نووى».
وندد «نتنياهو» فى خطابه بالاتفاق حول الملف النووى الإيرانى الذى يريد «أوباما» إبرامه مع «طهران» بحلول نهاية مارس، واصفاً إياه بـ«السيئ جداً». ومعتبراً أن إيران تشكل «تهديداً للعالم بأسره»، وفى خطاب تاريخى استهجن «نتنياهو» ما وصفه بأنه «اتفاق سيئ جداً» مشيراً إلى مخاطر حصول «سباق تسلح نووى فى الشرق الأوسط».
وعقب الخطاب اجتمع «نتنياهو» مع عدد من أقطاب الحزبين الجمهورى والديمقراطى فى «مجلس الشيوخ»، وقال خلال الاجتماع إن النقاط الجديدة التى تضمنها خطابه وهى ضرورة إطالة الفترة الزمنية التى ستتمكن إيران خلالها من إنتاج أسلحة نووية حسب الاتفاق مع الدول الكبرى، وكذلك مطالبته بأن تفى «طهران» بعدة شروط قبل رفع جميع العقوبات عنها.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية مرضية أفخم، إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى أمام «الكونجرس» يعد جزءاً من الحملة الانتخابية فى إسرائيل، كما اعتبرته استعراضاً مليئاً بالخداع، مضيفة، وفقاً لقناة «برس تى فى» الإيرانية، أمس: إن أكاذیب «نتنیاهو» المستمرة حول أهداف ونوایا البرنامج النووى السلمى الإیرانى مکررة ومملة، مشددة على أن إرادة إیران الجادة لتسویة هذه الأزمة المفتعلة من خلال مواصلة المفاوضات تجعل القائمين على سياسة (الإیرانوفوبیا) يعانون مشاكل كبيرة ويبحثون عن أى سبب صغير وتافه ليتشبثوا به، مؤكدة أن محتوى الخطاب دلیل علی الضعف والعزلة الشدیدة لإسرائيل ومحاولاتها فرض أجندات متطرفة وغیر منطقیة علی السیاسة الدولية.
كما ندد رئيس مجلس الشورى الإسلامى الإيرانى، على لاريجانى، أمس، بخطاب «نتنياهو» ووصفه بالاستعراض والمسرحية السياسية. مؤكداً ضرورة الانتباه إلى أن هناك «تهريجات سياسية» حدثت على الصعيد العالمى حول الموضوع النووى الإيرانى، وفقاً لوكالة أنباء «فارس» الإيرانية. وفى إسرائيل، اعتبرت عضوة «الكنيست» (البرلمان) الإسرائيلى تسيبى ليفنى، أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلى أمام «الكونجرس» زاد من عزلة إسرائيل، وأفقدها قدرتها على التأثير فى قضية المشروع النووى الإيرانى. وأضافت: «إن نتنياهو استخدم احتياجات إسرائيل الأمنية لأغراض حزبية من خلال الخطاب»، موضحة أنه «من واجب المسئول معالجة المشاكل وعدم إشاعة المخاوف».[FirstQuote]
وعلى مستوى التعليقات الإعلامية، علقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على الخطاب، ووصفته بأنه «غير مقنع»، وقالت الصحيفة: «إن نتنياهو لم يعرض أى شىء جديد وذى مغزى فى الخطاب، وإن هذا المستوى من المسرح السياسى واستغلال منبر الكونجرس لتحدى السياسة الخارجية للرئيس أوباما يعتبر أمراً نادراً حتى فى واشنطن».
وفى صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، كتب المحلل السياسى، بن كسبيت، أمس، أن المواجهة التى لم يسبق لها مثيل بين «نتنياهو» وبين الرئيس الأمريكى وصلت أوجها، إذ لم يحصل من قبل، وأن وصل زعيم أجنبى إلى «الكونجرس» الأمريكى من خلف ظهر الرئيس، ويلقى خطاباً نارياً ضد سياسة الرئيس، موضحاً أن الخطاب سبب ضرراً أكبر من الفائدة. وأوضح أنه «بعد 10 أيام فى حالة فشل المفاوضات، سيسارع نتنياهو إلى القول إن ذلك بفضل خطابه، تماماً مثل البرغوث على ظهر الثور، والذى يقول، بعد يوم عمل متعب فى الحقل: لقد حرثنا».
وفى مقال للمحلل رون ميبرج، على صفحات «معاريف» نفسها قال: «إن رئيس وزراء الدولة النووية العظمى الوحيدة فى الشرق الأوسط يلقى خطاباً فى الكونجرس ضد طموحات دولة أخرى فى المنطقة فى التحول إلى النووى». مضيفاً أن «نتنياهو أهان الرئيس الأمريكى فى ملعبه». ومن جهته كتب يوسى مليمان فى «معاريف» أن الخطاب كان متباكياً ولم يقترح أى شىء على الإدارة الأمريكية. موضحاً أن «نتنياهو» لو كان يرغب بتغيير الواقع فقد كانت لديه 6 سنوات للقيام بذلك عندما شغل منصب رئيس حكومتين متتاليتين، وكان بإمكانه أن يصدر الأوامر للجيش بشن هجوم على إيران إذا كان يعتقد أن إيران تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل.
وفى صحيفة «هآرتس»، كتب المحلل الإسرائيلى، يوسى فيرتر، أن مناحيم بيجين انتصر فى الانتخابات عام 1981 بشن هجوم صاروخى على المفاعل النووى فى العراق، وأن «نتنياهو» يأمل بالفوز بانتخابات 2015 بشن هجوم كلامى.