كيف يمكن أن نقيس نجاح أى حاكم فى إدارة شئون بلاده؟
الأمر ليس صعباً، فهناك أمور بسيطة جداً نستطيع الاستناد إليها ونحن نبحث عن إجابة ذلك السؤال، وأبرزها توفير العدل والأمن، وثانيها توفير سبل المعيشة «الخبز والوقود والسكن والخدمات الصحية والتعليمية»، وثالثها توفير سبل الرخاء «التوظيف والمشروعات الكبرى»، ورابعها إدارة علاقات خارجية تحقق مصالح الشعب. إذن هل يمكن أن نبدأ الآن محاسبة الرئيس عبدالفتاح السيسى على ما قدمه منذ توليه الرئاسة قبل نحو 10 أشهر، أم أننا سنلجأ إلى الحجة الخائبة التى تقول إن الرئيس تسلم دولة مهلهلة ويجب أن نصبر عليه؟ ولأننى لست من الفئة الصابرة، قررت أن أبدأ محاسبة الرئيس الذى أصر ابنى الصغير على أن يضع بنفسه علامة أمام اسمه فى بطاقة التصويت، إعجاباً منه باسم «السيسى». أول وأهم الصفات التى يجب أن يتسم بها الرئيس هى العدل، فماذا عن عدل السيسى؟ تقول الحكاية إن تنظيم داعش الإرهابى ذبح 22 مصرياً فى ليبيا، وشفى الرئيس غليل شعبه بغارات دمرت ما دمرت وقتلت من قتلت من تنظيم داعش. واستيقظنا على بيان واضح من قواتنا المسلحة يروى لنا قصة ضربة الثأر. وأرادت الكنيسة تخليد وتكريم ذكرى الـ22 قتيلاً، فقررت تدشين كنيسة باسمهم فى قريتهم «العور» بمحافظة المنيا. يا للجريمة النكراء التى أقدموا عليها، ولم يسكت لهم الوطنيون فى القرية، حيث هاجموا كنيسة العذراء وحطموا وأحرقوا بعض ممتلكات جيرانهم المسيحيين. وتمسكوا بحقهم فى منع بناء الكنيسة، حتى اهتدى المحافظ إلى جلسة عرفية انتهت إلى نقل مكان بناء الكنيسة، وإطلاق سراح المقبوض عليهم الذين حطموا وأحرقوا ممتلكات المسيحيين. هذه هى عدالة السيسى.
لا بأس، فالمسيحيون فى مصر اعتادوا أن يكونوا الحائط المنخفض. لكن هل يجوز أيضاً أن يكون المواطن المصرى بشكل عام «حائط منخفض»، يسهل القفز على جثته؟ تقول الحكاية إن أمريكا تلعب لعبة «النووى» مع إيران، وإن الأخيرة حركت رجالها فى اليمن للاستحواذ على الحكم، فقررت السعودية شن حرب على الحوثيين رجال إيران، بالوكالة عن أمريكا. وفجأة قرر السيسى الذى يحارب فى جبهته الداخلية ضد الإرهاب، أن يُشرك جيش مصر فى حرب دول الخليج ضد إيران على أرض اليمن. لا بأس، فحين نكون فى حالة حرب لا بد أن يلتزم الشعب الصمت؟ لكن لماذا لم يقل لنا السيسى الحقيقة بشأن طبيعة حربنا، كم طائرة تقاتل وكم ضابطاً وكم جندياً ذهبوا إلى الحرب، أين مواقع أبنائنا فى خطوط القتال؟ ألم يكن من حق الشعب أن يُطلعه رئيسه على تلك المعلومات ولو ببيان صغير يماثل تلك البيانات التى تصدر بشأن العمليات فى سيناء. باقى الحكايات يعرفها الشعب جيداً، حكاية طابور البوتاجاز، وحكاية طابور السولار، وحكاية زيت التموين، وحكاية البطالة، وحكاية الأقاليم الواقعة تحت سطوة البلطجية والخاطفين، وحكاية الغلاء، وحكاية الدواوين الفاسدة، حكايات خبز الفشل اليومى التى ننام ونصحو على خيباتها.