"ربنا يزيح الغمة" و"بفهم في القانون".. كلمات "مرسي" في "التخابر"
خلف قفص زجاجي، يجلس الرئيس المعزول محمد مرسي باسمًا أو عابثًا، يتوسط جمع من قيادات جماعة الإخوان، أبصارهم شاخصة صوب القاضي الذي يتوسط منصة القضاء، في انتظار صدور الحكم عليهم، أو تأجيل جلستهم، ينفعل تارة ويضحك تارة أخرى، يحاول تعطيل القاضي أو الاستهزاء بهيئة المحكمة، يهلل له أنصاره داخل القاعة أو خارجها، مشاهد اعتادها المواطن في جلسات محاكمة المعزول مرسي، وإخوانه.
في منتصف الجلسة التي عقدت في ديسمبر الماضي، في قضية التخابر التي يحاكم فيها مرسي، صاح "المعزول" من داخل القفص بغضب قائلاً: "أنا عندي خبرة قانونية، وعاوز أتكلم، وأوضح لكم تفاصيل مكالمة (الجزيرة) المشهورة، اللي عمل المكالمة موجود ومستعد توضيح اللي حصل أنا عندي خبرة قانونية"، فعقَّب القاضي على كلامه قائلًا: "خليك في الفلزات".
سمحت هيئة المحكمة لمرسي بالحديث فقال: "خرجت من الحرس الجمهوري يوم الجمعة الموافق 5 يوليو، وأنا بعد إذن حضرتك اتكلمت وأنا جالس بس دلوقتي هقف احترامًا، أنا احتجزت من قبل قائد الحرس بالقوة الجبرية اعتبارًا من يوم 3 -7، وبعد عصر يوم الجمعة 5 يوليو، جاءني قائد الحرس وقال إني لا بد أن أغادر، فقلت له: لماذا؟ أنا رئيس الجمهورية وإنت بتاخد كلامك من مين؟، فرد: من الخارج، وأخدني بالقوة وعرفت إنه بيسمع كلام وزير الدفاع، ثم ذهبت بطائرة من الحرس الجمهوري واتجهت في اتجاه قناة السويس شرق، ثم جبل عتاقة، وأقلعت مرة أخرى إلى مطار فايد حتى غربت الشمس، ثم إلى الإسكندرية، وعرفت بالمكان إنها قاعدة الضفادع البشرية وظللت بها منذ مساء يوم 5 -7 حتى يوم 4 -11".
واصل مرسي مرافعته: "بعدها قرأت في الجرائد أن شخصًا أجرى معي حوارًا وصورني، وأنا لم يحتك بي في هذا المكان إلا 8 من الحرس الجمهوري وقاضى التحقيق حسن سمير، والمستشار إبراهيم صالح، رئيس نيابة مصر الجديدة، و4 قضاة، وأنا أعرف أسماءهم جميعًا، فمن الذي صورني؟.. في هذا المكان أيضًا لم يدخل عليَّ سوى من كان يصلح المياه أو غيرها، وبكل أسف سمعت في هذه القاعة بأن وحدة الضفادع البشرية يعتبرها وزير الداخلية سجنًا شديد الحراسة، فهل يملك وزير الداخلية أن يصدر قرارًا باعتبار وحدة تابعة للقوات المسلحة تابعة له؟".
وأضاف "المعزول" وقتها: "أنا لا أريد أن أتحدث في تفاصيل تمس الأمن القومي، ولم أكن في الحرس الجمهوري يوم 8 -7 وهذا الكلام غير صحيح، ولو تحب تعمل جلسة سرية خاصة للتاريخ بين المشير طنطاوي وبين سامي عنان، ووزير الدفاع الذي عيَّنته، لأن ما نُشر في الجرائد وجاء بالتليفزيون المصري على لسان أحد الصحفيين، يروي فيه أنني عقدت اجتماعًا خاصًا بيني وبين 7 من كبار الدولة، وأسرار الدولة يرويها الصحفيون وكذلك أسراري الخاصة يرويها الصحفيون، وأنا جاهز لجلسة خاصة مع المسؤولين الكبار حتى تظهر الحقيقة أمام الشعب المصري كله، جلسة خاصة لله وللوطن أتحدث فيها عما فعلت في فلسطين وغزة".
"ادعوا ربنا يزيل الغمة".. تلك كانت الجملة التي قاطع بها "المعزول" هيئة المحكمة، التي يترأسها المستشار شعبان الشامي، من داخل قفص الاتهام، موجهًا حديثه لقيادات الإخوان المحبوسين بالقفص المجاور له أثناء نظر محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، حيث خاطبهم: "أدعو ربنا يزيح الغمة عننا وعنكم وعن أمة محمد"، وهنا رد القاضي شعبان الشامي "آمين".
في فبراير ظهر "المعزول" مرة أخرى في إحدى جلسات القضية، وبعد أن طلب دفاعه ضم قضيتيّ التخابر والهروب في قضية واحدة، قال مرسي داخل القفص موجهًا كلامه لهيئة المحكمة: "هيبقى أمر إحالة فيه 156 متهمًا"، فرد القاضي عليه: "بلاش أنت تتكلم في القانون أنت مابتفهمش فيه"، ليرد مرسي: "أنا بحسب فقط".
ظهر مرسي لأول مرة يرتدي بدلة السجن الزرقاء ويشير بيديه ويحيي الحاضرين، في هذه القضية في الجلسة التي عقدت في شهر أبريل الماضي، بعد الحكم الصادر ضده من دائرة المستشار أحمد صبري يوسف بالسجن المشدد 20 عامًا عن تهمة استعراض القوة في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"أحداث الاتحادية".